هل تساءلت يومًا لماذا تختار بعض النباتات أماكن نموها بعناية فائقة؟

إن عملية اختيار موقع النمو هي أكثر بكثيرٍ ممّا هو ظاهرٌ للنظر المجرد.

فهي ليست مجرد مسألة توافر الضوء والماء والمغذيات كما قد يخطر ببال البعض أول وهلة؛ بل إن الأمر يتعداه ليصبح سلوكا ذكيًا للغاية!

تخيل معي مشهد جذور نبات صغير ينطلق بحثًا عن مصدر غذاء مناسب له ويتحرك حسب ظروف التربة وقدراتها الإنتاجية.

هذا التصرف الذاتي للنبات يشبه نوعًا ما البحث البسيط للموارد لدى المخلوقات الحية الأخرى كالطيور والفراشات وغيرها ممن يعرفون طرق الحصول عليها بدقة عالية وحساسية مذهلة لمعاناتهم المحلية.

ما يؤكد علي ذلك أيضا، دراسة حديثة نشرتها جامعة ستانفورد والتي سلطت الضوء علي قابلية تصرفات النبات لأخذ القرارت اعتمادًا علي عوامل خارجية متعددة لتحسين فرصه للبقاء والنماء والتكيف مستقبلاً.

هكذا إذًا يبدو النظام البيئي وكأنه شبكة اتصالات لا نهائيّة تربط جميع عناصر الطبيعة بخبرات ومعارف متنوعة تشارك بعضها البعض باستراتيجيتها الفريدة للحياة والبقاء فيها.

فلا شك حينها بأن لكل كائن مهما كان حجمه تأثير كبير سواء بالإيجاب أم بالسلب وبالتالي فهم أهميته واحترام دوره يجعلنا أقرب إلي تحقيق التوازن المطلوب لمثل هاته الأنظمة المعقدة والرائعة.

فلنفتح عيون قلوبنا وعقولنا أكثر لاستيعاب تلك التفاصيل غير المرئيّة والتي بلا أدنى شك سوف تغذي معرفتنا وتقودنا نحو تقدير أعظم لقوة ودعم العالم الطبيعي الذي نسكنه.

فلنجعل هدفنا الرئيسي الآن زيادة اهتمامنا بتلك الزوايا الدقيقة للطبيعة وفهم قوانينها لنضمن بذلك مستقبل مستدام لأنفسنا ولوطن أرض البشرية الأزرق والأخضر وهو كوكب الأرض.