هل أصبح المستقبل الرقمي مصدر قلق أكثر منه فرصة؟

بينما نثني على القدرات اللامحدودة للتكنولوجيا، فإن آثارها الجانبية بدأت تطفو على السطح.

فمن ناحية، تُقدم لنا منصات التواصل الاجتماعي وسيلة لتجاوز الحدود الجغرافية والتواصل مع عالم واسع.

ومن ناحية أخرى، فقد خلقت عزلة داخل البيوت والمؤسسات التربوية التي كانت ذات يوم مراكز للحوار البشري الحي.

كما أنها سمحت بانتشار المعلومات المغلوطة والخطاب المؤذي بشكل سريع وقوي جداً.

وفي حين يعمل العديد منا جاهداً لإيجاد طرق لاستخدام هذه الأدوات لتحقيق الخير، إلا أنه من الواضح أيضاً بأن هناك حاجة ملحة لبناء حدود أخلاقية وممارسات تنظيمية لحماية خصوصيتنا وصيانة روابطنا البشرية الغنية والمعقدة والتي هي جزء مهم من هويتنا كائنات اجتماعية.

إن الأمر يتعلق بإعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا، واستخدام الأولى لصالح الثانية بدلاً من عكس ذلك.

ونتيجة لذلك، نحتاج إلى نقاش شامل يشمل خبراء مختلف المجالات - علماء النفس والباحثين الاجتماعيين والمتخصصين القانونيين - لوضع قواعد واتفاقيات دولية حول استخدام الذكاء الاصطناعي وحماية البيانات.

ويجب علينا كذلك دعم برامج توعية تساعد الناس على تطوير معرفتهم بالقراءة الحرجة والفصل بين الحقائق والخيال عند التعامل مع المصادر المختلفة عبر الانترنت.

بالإضافة لذلك، دعونا لا نهمل أهمية تقليل اعتمادنا اليومي الكبيرعلى الشاشات وخوض تجارب الواقع الطبيعي خارج نطاق الشبكة العنكبوتيه كل فترة وأخرى.

فالاسترخاء تحت ضوء الشمس وطعم الهواء النقي وطاقة الطاقة البشرية المنبعثة أثناء لقاء وجهاً لوجه أمر ضروري لاستدامتها عقليا وجسمانيا.

فلنعترف بالحقيقة: مستقبلنا الرقمي لديه الكثير ليقدمه، لكن سعادتنا وتطورنا يعتمد إلى حد كبير على حكمتنا في استخدامه وتوجيهه باتجاه بناء وليس تهدم.

إن الاعتراف بهذه المسؤولية هو المفتاح لضمان بقاء قوة التكنولوجيا نعمة وليس نقمة.

#نتيجة #فريسة