المستقبل المشترك للبشرية والميكروبات

لقد كان التصنيف المبسط للميكروبات إلى "ودود" و"معادي"، كما هو الحال بالنسبة للتكنولوجيا الرقمية مقارنة بالطرق التربوية التقليدية، نهجا غير مكتمل ومضلل في بعض الأحيان.

فالميكروبات ليست كيانات منفصلة ومعادية بطبيعتها؛ فهي جزء لا يتجزأ من نظامنا البيئي العالمي وأنظمة أجسامنا الداخلية أيضاً.

وبالمثل، فإن التعلم الرقمي لا يستبعد التعلم التقليدي ولا يعتبر بديلا كاملا عنه ولكنه وسيلة لتوسيع الفرص التعليمية وزيادة فعاليتها وكفاءتها عند دمجه بشكل مناسب ومتكامل مع الأساليب الأخرى القائمة على التدريس وجها لوجه.

وبدلَا من رسم خطوط فاصلة صارخة وفصل الأشياء عن بعضها البعض بقسوة شديدة، هناك حاجة ماسَّة لاعتناق مفهوم الترابط والتفاعل بين جميع مكونات العالم الذي نعيشه والذي يشكل وجودنا اليومي بما فيه الكائنات الحية الصغيرة جدًا مثل البكتيريا والمعلومات الواسعة للغاية عبر شبكات الانترنت العالمية وغيرها الكثير!

إن المستقبل يحمل فرص عظيمة للتطور في كلا المجالين سواء كان ذلك بإجراء المزيد من البحوث الدقيقة حول تأثير الميكروبات المختلفة على الصحة العامة أو بتوفير تجارب تعلم غنية ومتنوعة باستخدام أدوات مبتكرة تجمع أفضل جوانب التعليم التقليدي والرقمي سوياً لصالح جيل متعلم قادر على مواجهة مستقبله بثقة أكبر.

فلنفتح أبواب عقولنا أمام هذا الواقع الجديد ولنتقبل فيه التغييرات الجذرية مهما بدت مخيفة في البداية لأنها تحمل الخير دائما لمن عرف كيفية التعامل معها واستثمارها بحكمة وصبر.

#الجديد #6448

1 Yorumlar