العالم بحاجة ملحة إلى السلام والأمل!

قد تبدو هذه العبارة مكررة ومتعبة، خاصة بعد عقود طويلة من الحروب والصراعات التي مزقت المجتمعات وهددت وجودنا الجماعي.

ومع ذلك، لا يسعني إلا أن أشعر بأن هذه الفترة الزمنية تحديدًا تحمل مفتاح تحقيق تلك الغاية المرجوة.

إن العالم المتغير بسرعة البرق والذي نشهد تحوله أمام أعيننا، يقدم لنا فرصة ثمينة لإعادة تشكيل مستقبل أفضل.

فالدول الإقليمية نفسها، والتي اعتبرتها بعض الآراء السابقة "جزءًا من المشكلة"، لديها القدرة أيضًا على أن تصبح عامل تغيير نحو الاستقرار والسلام الدائم.

فمثلاً، يمكن للإمارات والمملكة العربية السعودية وإيران وروسيا وغيرها العمل سوياً لدعم حوار وطني شامل وحقيقي، يشجع الجميع على وضع خلافاتهم جانبًا والعمل لتحقيق رؤية مشتركة للمصلحة الوطنية العليا لكل دولة.

ومن خلال توفير منصة آمنة للحوار والتفاهم، تستطيع هذه الدول مساعدة الشعوب في المنطقة على تخطي جراح الماضي وبناء مستقبل أكثر اشراقًا.

وعلى الجانب الآخر، يتمتع الإسلام بارتباط عميق بتاريخ وثقافة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويمكن للقيم الأساسية لهذا الدين العريق مثل الرحمة والمغفرة واحترام كرامة الإنسان، أن تكون مصادر قوية للإلهام لحركة نحو المصالحة والوئام الاجتماعي.

فعندما نفهم قيمة العلاقات الطيبة مع ذوينا وكبار السن ومع كل فرد حولنا، وعندما نسعى لفهم احتياجات وآلام الآخرين، عندها فقط سنتمكن حقًا من البدء ببناء أساس متين للمستقبل الذي نريده.

وأخيرا وليس آخراً، يعد مفهوم الرعاية الذاتية أمرًا حيويًا للغاية لبنائنا الشخصي والجماعي.

فالاعتناء بصحة أجسامنا وعقولنا وروحانيتنا يسمح لنا بالمساهمة بإيجابية أكبر في صنع السلام العالمي.

صحيح أنه لا يوجد أحد منا معفى من مسؤوليات تجاه مجتمعه والعالم ككل، ولكنه أيضا صحيح جداً أنه يستحيل عليكي تقديم أي شيء للعالم بينما تكون صحتك معرضة للخطر بسبب الافتقار للاعتناء بالنفس.

لذلك فلنجعل منيحي يدا بيد في رحلة اكتشاف ما يعنيه حقا شعور التحسن داخليا وخارجياً.

لأن بداية طريق ألف ميل تبدأ بخطوات صغيرة ثابتة.

دعونا نقرر معا اتخاذ الخطوة الأولى الآن.

#الإمارات #المشاريع

1 التعليقات