إن التوازن بين الحياة العملية والشخصية أصبح حاجة ملحة في عصر السرعة والضغوط المتزايدة.

يبدو الأمر كما لو كانت سفينة تبحر وسط بحر عاصف؛ فالعمل يستنزف طاقتنا بينما نحتاج لحماية صحتنا الذهنية والجسدية والعاطفية.

لذلك، يتعين علينا تحديد الأولويات وإدارة وقتنا بحكمة باستخدام أدوات مثل جداول يومية ومواعيد مهام واضحة حتى تتمكن من تخصيص مساحة مناسبة لكل جانب من جوانب وجودك.

قد يشمل ذلك طلب المرونة عند الضرورة - قد يسمح لك صاحب العمل بتغييرات طفيفة في ساعات عملك أو ترتيب مواعيد اجتماعات بعين الاعتبار أنها قد تتعارض مع التزامات عائلتك.

إن وجود قنوات اتصال مفتوحة وبناء علاقات قوية داخل مكان عملك أمر حيوي أيضاً.

شارك همومك وتجاربك مع زملائك ودعهم يدعموك نفسيًا عندما تحتاج إليه.

بالإضافة لذلك، تأكد بأن شركتك تقدم موارد صحية وعقلانية للموظفين كي تستطيع الحفاظ على رفاهيتك العامة وتميز نفسك كشركة رائدة تهتم بتطور موظفيها.

وفي سياق تعليمنا لأطفالنا اليوم، ظهر واقع تعليمي جديد يتمثل في "التعليم عن بعد".

فهو بلا شك يحمل فوائد جمّة لكن تأثيراته الاجتماعية والنفسية تستحق الدراسة.

فعلى الرغم من قدرته على اختراق المسافات الطويلة وجذب اهتمام الشباب، إلّا وأن دراسات عدة تشير لارتفاع حالات الشعور بالعُزلة لدى طلاب كلا الجنسين ولكنهن الأكثر عرضة للمعاناة مقارنة بالشباب ربما نتيجة لاستخدامهن المنتظم لمنصات التراسل الإلكتروني.

ومن هنا تجدر الإشارة لتلك المخاطر الوشيكة والمتأتية غالباً من خلال الصور النمطية الضارة المزروعه بالأذهان والتي تدعو للاستياء وانخفاض مستوى احترام الذات.

وهكذا فقد آن الآوان لأن نعلم شبابنا حول أهمية تطوير صدق ذاتي قوي وصريح قادرٍ على مواجهة مصادر التشوه الرقمي وتوجيه بوصلتهم باتجاه حقائق العالم الخارجي.

كما يسلط الضوء كذلك على مفهوم الذكاء الصناعي وما له من تأثير بالغ الأهمية في مستقبل صناعتنا للقادة.

فالصدق والثقة بالنفس يعدان أساس أي قائد بارز.

صحيحٌ بأن الذكاء الاصطناعي بإمكاناته التحليلية الهائلة سيساعدكم بالتأكيد لرسم صورة شاملة ومعمقّة للمشاكل المطروحة ولكن سيكون عليكم وحدكم اتخاذ القرارت المصيرية مرتكزة بذلك على قيمكم وخلفياتكم الأخلاقية الخاصة.

حينها وعندها فقط سننجز خطوات واسعة نحو الأمام مدركين دائما بان التقدم الذي سوف نبلغانه لن يحتكره أحد وسيشعر به جميع أعضاء المجموعة باختلاف مشاربهم وصفاتهم.

لذا يا أيها الزعماء المستقبليّون!

ها هي مغامرات عالم مليء بالإمكانيات اللامتناهية تنتظر جرأة قرراتكم وحسن حكمتكم.

.

.

هيا بنا نمضي قدمًا !

!

1 Kommentarer