التكامل بين القيم الدينية والتقدم التكنولوجي:

إن الدمج بين التقاليد الدينية والثقافة الإسلامية وبين التطور التكنولوجي المتسارع - خاصة في عصر الذكاء الاصطناعي – يعد ضرورة ملحة لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والنفسي للفرد المسلم.

فالقيم الأخلاقية والدينية تشكل حاجة نفسية واجتماعية لدى الكثير مما يجعل تجاهلها سبباً رئيسياً لمواجهة المجتمع لبعض السلوكيات المتعصبة دينياً والتي غالبا ما تنجم بسبب عدم فهم جوهر تلك القيم بشكل صحيح وسوء تطبيق قواعد الشرع عليها.

وهنا يأتي دور المؤسسات التعليمية الدينية جنباً الى جنب مع مؤسسات البحث العلمي لتوفير منصات وآليات مناسبة تساعد الشباب العربي/الإسلامي للتفاعل مع هذا الواقع الجديد بكل سلاسة وبناء قنوات اتصال فعالة لمعرفة المزيد حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي واستخداماته المختلفة بما يتماشى ويتناسب مع هويتنا العربية والإسلامية وبالتالي تسخير هذه الأخيرة لصالح خدمة المجتمعات المحلية والعالمية أيضاً.

كما أنه من الضروري جداً الاستعانة بخبرات العلماء والمتخصصين المختصين بالفقه الاسلامى وبالتكنولوجيا الحديثة ليكون لهم دور فعال فى رسم السياسات والاستراتيجيات الخاصة باستعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن حدود الشريعة السمحة وضمان سلامتها اخلاقياً ومعنوياً.

إن الجمع الصحيح بين هذين العنصرين سوف يحقق امتدادا لحضارتنا العريقة وتاريخنا المزدهر والذي ساهم فيه علماء أجلاء تركوا بصمات خالدة في تاريخ العلوم والفنون عموما وفي مجال علوم الكمبيوتر خصوصا.

ولذلك فان نشر ثقافة استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق أخلاقية ومراقبة مخارجاتها بعيون متقدة هي سبيل النجاح الوحيد لحماية قيمنا وهويتنا ضد أي تأثير سلبي محتمل قد يحدث نتيجة سوء التطبيق لهذا العلم الرائع.

1 Komentari