في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية والهيكلية المتسارعة عالميًا، تتزايد أهمية فهم الدوافع الحقيقية وراء الأحداث المتشابكة والمتشعّبة في منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره.

سوريا، بتنوعاتها الفريدة ثقافيًا ودينيًا، تشكل حالة خاصة لا يمكن فيها تطبيق نماذج جاهزة كما حدث مؤخرًا في أفغانستان؛ فالشرق الأوسط مليء بالتناقضات والتفاعلات العميقة والتي يتعامل معها الفاعلون الدوليون وفق حسابات مصالحهم الخاصة.

إن التجارب التاريخية الحديثة تثبت لنا ضرورة عدم الانجرار خلف الشعارات البراقة للجماعات المسلحة المدعومة خارجيًا، والتي غالبًا ما تخفي تحت عباءتها أجندات غريبة عن الواقع المحلي وتضرب بعمق الوحدة الاجتماعية وبنيان الدولة.

فعلى الرغم ممنح تلك الكيانات مظاهر حضارية كالزي المدني وغير ذلك إلا أنها تبقى أدوات بيد قوى خارجية تحقق مكاسب آنية ولا تمتلك أي شرعية شعبية راسخة لديها.

وهنا يأتي دور المراقب الموضوعي لإدراك جوهر الأمور وكشف زيف بعض الادعاءات المطروحة.

على صعيد آخر، فإن ثقل الطاقة في المعادلة الدولية واضح للغاية.

فرغم كل التقلبات السياسية التي تمر بها الدول المصدرة الرئيسية للطاقة كالعراق وفنزويلا وروسيا وغيرها.

.

.

إلّا إن موقع تلك المناطق كمصدر أساسي لهذا المخزون الحيوي يجعل منها محاور جذب رئيسية للاعبين العالميين بحثًا عن الأمن الطاقي وضمان مسالك نقل آمن وموثوق به.

وبالتالي يصبح التركيز على تطوير صناعات بديلة واستخدام موارد محلية وطنية أحد أبرز مهام الحكومات المحلية للحفاظ على سلامة قرارها الوطني والاستقلال الاقتصادي.

وأخيرًا وليس آخرًا، لقد سلط ظهور أزمة "كورونا" الضوء بشكل موجع على هشاشة الحياة البشرية أمام عوامل خارج نطاق الإنسان وتحتاج منه المزيد من التأمل والتدبر فيما يحدث حوله وعدم التعامل بسطحية مطلقة مع واقع شديد التعقيد ومتغير باستمرار.

تتطلّب أعمال كهذه مزيدا من الدراسة والبحث العلمي لفهم كامل للأبعاد النفسية والصحية والباطنية الناجمة عنها وللتعلم منها مستقبلاً.

هذه النقاط مجتمعة تقدم منظور شامل حول مشهد دولي ديناميكي ومليء بالمفاجآت والذي يحتاج دوما إلى تحليل دقيق لحسن اتخاذ القرارت الملائمة لكل بيئة وظرف خاص بكل دولة ومنطقة.

#عميقا #أعلى #الشرق #والدرهم