هل نبحث حقًا عن الانقاذ أم نحتاج لإعادة تعريف العلاقة بالإيكوسستم؟

في حين يتزايد الحديث مؤخرًا عن أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي، إلا أنه لا يزال هناك نقص واضح في الاعتراف بأن هذا ليس مجرد واجب أخلاقي أو ديني، بل حاجة ملحة للبقاء البشري نفسه.

فنحن لسنا منفصلين عن النظام الطبيعي، وإنما نشكل كيانًا حيويًا مترابطًا معه.

فعندما نفقد نوعًا واحدًا، حتى لو بدا صغيرًا وغير مهم، فإننا نعطل شبكة معقدة من العلاقات التي قد تؤثر علينا جميعًا بطرق غير متوقعة.

وبالتالي، بدلًا من النظر إلى قضية التنوع البيولوجي باعتبارها مسؤولية جانبية يمكن تأجيلها لصالح مصالح قصيرة المدى، ينبغي لنا أن ننظر إليها كجزء أساسي من هويتنا الجماعية ومصيرنا المشترك.

إنها ليست مجرد مسألة علمية، وليست مقتصرة على العلماء والمحافظين، بل هي قضيّة تتطلب مشاركة الجميع وتغييرا جذريًا في طريقة حياتنا اليومية وفهمنا للعلاقة بين البشر والطبيعة.

فالأسئلة الأساسية لا تزال قائمة: هل نحن مستعدون لتحمل تبعات اختياراتنا تجاه الكوكب؟

وهل حقًا نرغب في ترك مستقبلٍ خالٍ من غنى وجمالي العالم الطبيعي كإرث لأجيال المستقبل؟

فلنبدأ باستعادة احترامنا العميق للنظام الحيوي ولنعترف بقيمته الذاتية بغض النظر عما إذا كانت تقدم فوائد فورية للإنسان.

عندها فقط سيبرز معنى "الإستدامة" كمفهوم حقيقي وشامل وليس ككلمة جوفاء يتم تردادها بلا تطبيق عملي.

1 Comments