التكنولوجيا.

.

.

سلاح ذو حدين!

فهي تجمعنا وتفرقنا في آن واحد.

صحيحٌ أنها توسِّع آفاقَنا وتسهّل تواصلَنا، إلاَّ أنّها قد تؤدّي أيضاً للعزلة والانكماش داخل عوالم افتراضيّة بعيداً عن دفء العلاقات البشريّة الأصيلة.

يجب ألّا ننسى قيمة اللقاءات الحيّة والنظر بعينيْ محادثينا والاستماع بانتباه لهم كما قال رسول الله ﷺ : «تبسمك في وجه أخيك صدقة».

هنا تظهر أهميّة الاعتدال واستخدام التكنولوجيا بما يعود بالنفع والفائدة دون الوقوع أسيرة لهاتفٍ أصبح امتدادا لأيدينا وأدمغتِنا!

أمّا مسألة البيانات والمعلومات، فتلك قضيتُنا جميعاً.

إنّ الحقوق الأساسيّة للإنسان كخصوصيّته تستحق الاحترام والصيانة مهما بلغ تقدم العلوم ووسائل جمع المعلومات عنه وعنه فقط.

فعلى المؤسسات الحكوميّة وغيرها احترام سيادة الفرد وعدم التدخل بسيره الخاص إلّا ضمن الحدود القانونيّة الواجبة لحماية الأمن العام وملاحقة المجرمين مثلاً.

ومن واجب الدول وضع قوانين صارمة لمنع سوء استعمال تلك التقنيّات الرائعة والتي يمكن ان تتحول لسيف ذو حدين اذا اسيء التعامل بها .

وفي مجال التربية والتعميم، تعتبر تقنية التعلم الإلكتروني نقلة نوعيّة للمستوى العالمي من التحصيل العلمي إذ تتيح فرص تعليم أفضل لطلبة مناطق محرومة جغرافيّا وكانوا سابقا خارج نطاق التأهيل الأكاديمي.

غير انه يجدر بالحذر من الجانب السلبي لهذا النوع الجديد والذي يتسبب احيان كثيرة بتراجع مستوى التركيز لدى المتعلمين نتيجة سهوله الحصول علي المعلومة مما يؤثر سلبيا علي قوة ادراكهم وقدرتهم الذهنية .

لذلك فان تطبيق هذة الأنظمة الجديدة يجب ان يأخذ بعين الاعتبار ضروره تدريب الطلبة والطالبات علي طرق البحث العميق المبنى علي المصادر المختلفة عوضا عن الاكتفاء باستقبال المعلومه جاهزة وبالتالي ضمان صلاحيتهم لاستيعاب العالم الرقمي الحديث بكل جوانبه وايجابياته وكذلك افرازاته الخطره عند سوء الاستخدام.

ختاما ، بالنسبة لهويتِنا وهدف وجودِنا ؛ فالعربيّة حضارة راسخة منذ القدم ولها قيم سامية لا تنتهي برغم تغير الأزمنة وظهور اصطلاحات حديثة.

يجب علينا دراسة تاريخ اجدادنا ومعرفة جذور ثقافتنا كي نستمد منها دروس مفيده تساعدنا علي فهم واقع حاضرنا وكيفيه التعامل معه بقوه وثقه بالنفس وبقدرات الامة العربية والإسلامية المشتركة.