هل يمكن للتكنولوجيا أن تُعيد تعريف معنى الحرية والخلاص؟

مع تقدم العلوم والهندسة الوراثية، يصبح بإمكان البشر تعديل الحمض النووي الخاص بهم.

إن اكتساب القدرة على التحكم بتكوينات أجسامنا وبيولوجيتنا يفتح باب تساؤلات أخلاقية وفلسفية جوهرية.

فإذا كانت الحرية تتعلق بقدرتك على تحديد مسارك الخاص، و"الخلاص" يعني الوصول لحالة أفضل مما أنت عليه حالياً، فسيكون لهذا الاختراق العلمي آثار هائلة على كلا المفهومين.

هل يعتبر تغيير حمضي النووي شكلاً من أشكال الحرية، حيث يمكِّنك من تجاوز القيود الطبيعية التي فرضتها عليك الحياة؟

وهل يؤدي هذا التحسين الذاتي إلى حالة من "الخلاص"، سواء كان دينيًا أو وجوديًا؟

ومن ناحية أخرى، ماذا لو أصبح تعديل الجينات متاحًا فقط للأغنياء والأقوياء، مما يخلق طبقة متفوقة بيولوجياً؟

عندها ستصبح الحرية سلعة فاخرة، ولن تتحقق سوى لمن يستطيع دفع ثمنها، وسيُهدر مفهوم الخلاص الجماعي لصالح النخب المهندسة وراثياً.

وبالتالي، بينما نواجه مستقبلاً مليئاً بالإمكانيات العلمية غير المسبوقة، علينا التأكد من بقاء هذه الاكتشافات متاحة للجميع وأن استخداماتها موجهة نحو رفاهية الجميع بدلاً من زيادة الهوة الطبقية الموجودة أصلاً.

بالتالي، تبدو حرية اليوم مرتبطة بشكل وثيق بكيفية التعامل مع الإنجازات التكنولوجية الجديدة.

وإذا فشلنا في توزيع فوائد مثل هذه الاختراقات بالتساوي، فقد نجبر مستقبل البشرية على قبول واقع بائس حيث يتمتع البعض بحقوق أكبر وحياة مديدة مبنية على الهندسة الوراثية بينما يعيش آخرون حياة أقصر وأقل جاذبية.

لذلك، قبل احتضان قوة تحرير الحمض النووي الريبي (RNA)، فلنتذكر دائماً أهمية المساواة وتأثير اختياراتنا الحالية على أحلام الغد.

فهذه ليست مجرد قضية علمية؛ بل هي اختبار حقيقي لقيمة وعمق فكرة الحرية نفسها.

#تحقيق

1 التعليقات