هل يمكن للإمام الذي يعاني من الوسواس القهري أن يؤدي الصلاة جماعة؟

وما الحكم إذا كان مصابا بمرض نفسي ويخشى حدوث شيء ما أثناء الصلاة الجماعية؟

وهل يجوز له ترك قيادة المصلين لصالح شاب أصغر سنا منه خشية ارتكابه لأخطاء بسبب حالته النفسية؟

إن وجود وسواس قهري لدى الشخص لا يعني أنه غير قادرٍعلى القيام بواجباته الدينية حسب رأيه هو نفسه؛ فقد يكون لديه القدرة الكاملة لذلك ولكنه يشعر بعدم الراحة عند أدائها مما يجعل الأمر صعبا عليه.

أما إن شعر بعدم مقدرته على التحكم بحركاته وأفعاله بشكل كامل أثناء الصلاة مثلاً، حينئذ فقط يتم تنحية جانبا لحماية سلامة الآخرين وصحة صلواتهم أيضا.

فالشرع يحث دائما على الحفاظ على حقوق الجميع ويسعى لتحقيق أعلى درجات السلامة للجميع.

وفي حالة المرض الذهني فإن الخوف من التأثير السلبي خلال لحظات الصلاة ليس مبرراً لإبعاد المصاب عن منصبه طالما لم يكن هناك خطر واضح محدق به وبالمجموعة الأخرى.

كما ينصح بأن يقوم الشيوخ والأكبر سنّا بمراجعات دورية لوضعهم الصحي والنفسي للتأكد من قدرتهم على حمل المسؤوليات المفترضة عليهم قبل البدء بالأعمال الجديدة والتي تستوجب صلاحية معينة للاستمرار فيها بنجاح ودون وقوع أي مخالفات قانونية أو دينية.

أخيرا وليس آخرا تبقى مساعدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة واحتواء حالاتهم الصحية جزء أساسي من تعاليم ديننا العظيم والذي يدعو دوماً لرعاية جميع فئات المجتمع والعناية بهم بما يليق بإنسانيتهم وعظمتهم وقدرتهم علي تقديم الكثير لهذا العالم رغم ظروفهم الخاصة.

1 Kommentarer