"التعليم الرقمي يُعيد تعريف العلاقة بين المتعلمين والمُدرِّسين"

على الرغم مما حققه التقدم التكنولوجي من تغيير جذري في طريقة تلقينا للعلوم والمعارف، إلا أنه بات واضحًا أكثر فأكثر حاجتنا لإعادة النظر في مفهوم "المعلم".

فلم يعد دوره مقتصراً فقط على توصيل المعلومة كما العادة القديمة، فقد تجاوزته وسائل الاتصال الحديثة وسهولة الحصول عليها لأي معلومة مهما بلغ بعدها وصغر حجم التفاصيل المرتبطة بها.

إذاً، ما الذي يستلزمه هذا المشهد الجديد من مهنة التعليم نفسها ومن أولئك الذين يعملون فيها وفي حقول التربية عامةً ؟

إن مستقبل مهمتهم سيكون بلا شك مختلفاً عما ألفوه سابقاً، ويزداد أهميته يوما بعد آخر لأن دور الإنسان كونه مباشر وجزء أصيل ضمن العملية الترباسية أمر حيوي جدا ولا غنى عنه أبدا حتى لو سبق وأن أبدى البعض مخاوف بشأن احتمالات الاستبدال الآلي للمدرسين مستقبلا وذلك نظرا لتطور الذكاء الاصطناعي الهائل والذي يدفع بعض الخبراء للتكهن بإمكانية قيامه بتغطية جميع جوانب الوظائف التدريسية تقريبا بما يشمله ذلك من تحليل بيانات طُلاب وكذا تصميم واستخدام مواد دراسية رقمية متقدمة وغيرها الكثير.

.

.

.

نعم صحيح تظهر مؤشرات واعدة حول مساهماتها الكبيرة بحيث تستوجب الاهتمام والرعاية اللذان يسمحان باستثمار كامل لقدراتها وتوجيهها نحو تحقيق أفضل النتائج المرجوة والمتوقعة والتي تتعداهما أيضا لتصل لمستويات أعلى بكثير خصوصا عندما يتم الجمع بين الطاقات البشرية وبين امتدادات الذكاء الصناعي المختلفة التي عرفتها صناعتنا حالياً.

وهذا بالضبط سر نجاح أي نظام تربوي فعّال وهو اعتماد التكامل الواضح والصريح لهذا الزواج المقدس والذي يؤطر عملية النمو العلمي للطالب ويضمن بروز قدراته الذهنية والنفسية ويبرز طباعه الاجتماعية وينمي مداركه الخلاقة والمبتكرة ويرشد خطوات اكتشاف ذاته وسط بحر الحياة العامرة دوماً بالمغامرات المثمرة لمن أراد الخير لنفسه ولمجتمعه وللعالم بأسره.

1 تبصرے