لقد تحدثنا سابقًا عن ضرورة الاهتمام بالتغيرات المناخية وحماية الحياة البرية، لكن هناك جانب آخر لا يقل أهمية وهو دور التعليم البيئي في تحقيق تلك الأهداف.

فالتثقيف البيئي ليس مجرد نقل معلومات علمية جافة عن الكوارث الطبيعية أو الانقراض، ولكنه يعني أيضًا تعليم الناس كيفية التعايش بشكل متناغم مع بيئتهم والتأثير فيها بشكل مسؤول.

فلنفترض أنه بدلاً من التركيز فقط على منع انتشار النمل بطرق صديقة للبيئة كما اقترح أحد المقالات، هل سيكون من المفيد لو قمنا بتعليم الأطفال منذ الصغر قيمة كل مخلوق حي وعلى رأسها النباتات؟

تخيل لو كان لدينا نظام تعليم رسمي يشجع الطلاب على زراعة الأشجار والعناية بها ورؤيتها تنمو أمام أعينهم.

عندها سيلاحظ الطالب العلاقة الوثيقة بينه وبين الطبيعة وسيصبح أكثر حرصًا على سلامتها لأن السلامة ستعود عليه بالنفع المباشر أيضاً.

وهذا النوع من التعليم العملي قد يحقق نتائج بعيدة المدى مقارنة بالحملات الدعائية المؤقتة ضد بعض المخلوقات الصغيرة التي تزعج البعض.

بالإضافة لذلك، فقد ناقشنا أهمية الاعتناء بالكلاب وتوفير مساحة مناسبة لهم.

وهنا تأتي نقطة أخرى تتعلق بالسلوك المسؤول لدى مالكي الحيوانات الأليفة.

صحيح أنها مهمة نبيلة ولكن ماذا عن تبني المزيد من القطط أو الطيور وغيرها من المخلوقات المهملة والتي تواجه مخاطر عدة في الشارع؟

إن تشجيع المجتمع على تبني الحيوانات المسنة مثلاً، والاعتراف بأنها تتمتع بشخصيتها الفريدة وقيمتها الخاصة، أمر بالغ الأهمية لبناء علاقات صحية وإيجابية بين الإنسان وبقية سكان الأرض.

كما يمكن لهذا العمل أن يقدم دروس قيمة حول التواصل غير الكلامي وفهم الاحتياجات الخاصة لكل نوع مختلف من الكائنات.

وبالانتقال لموضوع آخر ذُكر وهو "البق"، فقد شددت النصوص السابقة على الحاجة لاستراتيجيات مكافحة مستدامة وصديقة للإنسان.

وهل تعلم عزيزي القاريء أنه يوجد طريقة مبتكرة لإدارة آفات المنزل باستخدام قوة الصوت!

فقد نجح العلماء مؤخرًا في استخدام موجات صوتية عالية التردد لطرد أنواع معينة من الحشرات بما فيها البعوض والنمل الأبيض وحتى الفئران وذلك عبر تعطيل جهازها العصبي المركزي بدون أي مواد كيماوية سامة.

وقد ثبت نجاح التجربة الأولية بنسبة ١٠٠٪ مما يجعلها بدائل طبيعية وآمنة تماما للإنسان وجميع من حوله.

ومن ثم، نستخلص بأن التغييرات الجذرية غالبا ماتأتي نتيجة خطوات صغيرة مدروسة المبنيّة على أسس ثقافية وتعليمية

1 Kommentarer