هل التطور العلمي يخدم الجميع؟

إن التقدم العلمي والتكنولوجي له تأثير عميق على حياتنا اليومية وعلى طريقة تفاعلنا مع العالم من حولنا.

ومع ذلك، هناك مخاوف متزايدة بشأن مدى وصول فوائد هذا التقدم إلى جميع شرائح المجتمع.

فمن ناحية، يقدم لنا العلم حلولا مبتكرة لمواجهة تحديات مثل تغير المناخ والأمراض المعدية وغيرها الكثير.

ومن الناحية الأخرى، فإن تكلفة الوصول لهذه الحلول غالبا ما تكون باهظة للغاية بالنسبة للفئات الأكثر هشاشة اجتماعياً.

بالإضافة لذلك، كثيرا ما تستغل الشركات الكبرى نتائج البحوث العلمية لتحقيق مكاسب مالية ضخمة لها وللمستثمرين فيها، تاركة المواطنين العاديين يكافحون للحصول على حصتهم العادلة من تلك الفوائد.

وهكذا، تصبح أسعار المنتجات الطبية والعلاجية مرتفعة جدا بحيث يعجز معظم الناس عنها، مما يجعل العلاج امتيازاً للنخب وليس خدمة عامة متاحة للجميع كما ينبغي أن يكون الحال عليه بموجب مبدأ العدل والإنصاف الاجتماعي.

وهذا الوضع المقلق يدفع المرء لتساءل عما إذا كنا نسعى نحو نظام اقتصادي اجتماعي حيث يصبح التقدم مرهونا بثروة الفرد بدلاً من قيم المساواة والإنسانية المشتركة.

وفي النهاية، ربما آن الأوان لرؤية جهود علمية وتعليمية مركزة هدفها الرئيسي تحقيق تقدم شامل وعادل يفيد جميع طبقات الشعب ويضمن عدم ترك أحد خلف الركب بسبب وضعه الاقتصادي.

إن حقوق الإنسان الأساسية تتطلب منا العمل سويا لبناء جسور متينة بين قطاعات البحث والتنمية وبين المجتمعات المحلية بهدف خلق بيئة صحية ومبتكرة وشاملة للجميع.

#ترفا #يتم #قتالهم

1 التعليقات