هل كان "انتصار" 1967 حقًا انتصارًا؟

بالنظر إلى أحداث حرب يونيو/حزيران 1967، والتي غالباً ما تُوصَف بأنها "نصر ساحق لإسرائيل"، فإن السؤال المطروح الآن هو: ما هي قيمة هذا الانتصار إذا كانت نتائجه طويلة المدى ضارة بكل من مصر وإسرائيل؟

هل كانت إسرائيل المنتصر الوحيد؟

إن تحليل دقيق لتلك الفترة يكشف عن خلل أساسي في فهم مصطلح "النصر".

فقد نجحت إسرائيل في تحقيق مكاسب إقليمية كبيرة، لكن هذه المكاسب أتت بثمن باهظ لكلتا الدولتين، ولم تحقق أي منهما هدفه الاستراتيجي النهائي وهو السلام والاستقرار الدائم.

مصر: دروس مستخلصة من هزيمة مؤقتة على الرغم من أنها خسرت سيناء والجولان وغزة، إلا أن مصر تعلمت من تلك التجربة المريرة واستعادة أرضها لاحقًا بفضل دبلوماسيتها الحازمة ورؤية زعيم وطني حكيم مثل الرئيس جمال عبد الناصر.

وقد عزز ذلك شعور الفخر الوطني وقوي الوحدة داخل المجتمع المصري.

إسرائيل: الغرق تحت ثمار النجاح الزائلة

ومن ناحيتها، بينما احتفت وسائل الإعلام بنجاحاتها العسكرية الأولية، فشلت القيادة الإسرائيلية في رؤية الصورة الكاملة.

لقد أغرقتها فترة الرفاهية النسبية القصيرة الناتجة عن توسع حدودها بالقلق وعدم الثقة الأمنية المزمنين بسبب زيادة التعاون العربي ضد الاحتلال الجديد.

بالإضافة لذلك، أدت عملية تهجير الفلسطينيين جراء ضم أراضيهم بشكل غير قانوني إلى خلق كراهية عميقة لدى الشعب الفلسطيني نحو الدولة اليهودية الجديدة.

وبالتالي، بدلًا من حل القضية الفلسطينية، أسهم احتلال المزيد من الأرض العربية في تأجيج العداء وتعزيز رغبة الفلسطينيين في المقاومة لتحرير وطنهم المسلوب.

##### الخلاصة: درس تاريخي لمن ينتبه إليه!

وبالتالي، عندما ننظر مرة أخرى إلى نتائج حرب الأيام الستة وما تبعتها من عقود من الصراع المضني، يصبح واضحًا أنه لم يكن أحد الطرفين منتصرًا فعليا.

وكأن كلا البلدين قد وقع في شرك دوامة الدم والدماء والاقتصاد المتعثر.

أما الدرس الذي يجب أخذه في الاعتبار لمستقبل المنطقة فهو ضرورة حل الخلافات سلميا وبأسلوب يفضي لاستقطاب الاحترام والثقة الدولية بدلاً من فرض الحلول بوساطة البندقية.

إنه وقت مناسب جدا للتفكير العميق في الماضي واستخدام الدروس المستخلص منها لبناء مستقبل أكثر سلاما وأمنا للمنطقة برمتها.

1 注释