*من أجل المستقبل* إن عصرنا الحالي يعيش حقبة مدهشة من التقدم العلمي والتقني المتسارع والذي يقدم فرصا هائلة وحلولاً واعدة لكثير من المشاكل الملحة والتي تواجه البشرية اليوم وفي مقدمتها قضية الأمن الغذائي واستدامتة وكذلك مكافحة آثار ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية وغيرها العديد من القضايا الأخرى ذات الصلة باستمرارية الحياة الآمنة على الكوكب الأرضي .

وفي هذا السياق تحديداً تأتي اهميتان رئيسيتان : الأولى هي ربط مجال تطبيق و توظيف أدوات وتقنيات الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي ارتباط مباشر بحياة الإنسان اليومية وبمشكلاته الفعلية والثانية هي خلق منظومة متكاملة وشاملة للنظام البيئي الاجتماعي القائم بحيث لا يؤدي اي تقدم علمي الى مزيدا من الهوة والفوارق المجتمعية وانما يعمل الجميع سويا جنبا بجنب لبناء عالم افضل وأكثر عدلا واستقرارا.

وهذا بالفعل ما تسعى إليه مبادرات التعليم البيئي – الروحي حيث أنها تجمع أفضل عناصر كلا العالمين معا لتحقيق انجاز فعال وملموس.

فمثلا عندما يتعلق الأمر بموضوع الامن الغذائي فان ادخال تقنيات الذكاء الاصطناعي وحلول الويب ٣ ستمكن المزارعين من الحصول علي معلومات فورية ودقيقة فيما يخص حالة الطقس وظروف الارض وانواع المزروعات الافضل لظروف كل منطقة وبالتالي تخطي الكثير من العقبات التي كانت تعترض عملية الزراعة سابقا وزيادة الإنتاج بصورة كبيرة جداً بالإضافة الي امكانية الاستعانة ببعض الوسائل العلميه المتوفرة حاليا مثل تعديل البذور جينياً لجعل النباتات اكثر مقاومة لدرجة حرارة مرتفعه او فترات طويلة بدون مطر وهكذا دواليك وذلك كله لمعالجة مشكلة نقص الغذاء العالمي الذي سيصبح أكثر حدة سنة بعد اخرى نظراً لتزايد اعداد السكان وارتفاع معدلات الهجرة الداخلية نتيجة ارتفاع مستويات البحار بسبب ذوبان جليدي القطب الشمالي والجنوبي وغيرها كثير.

.

وهكذا نرى بان هناك تداخل كبير بين مختلف جوانب الحياة الانسانية وبين التطور التكنولوجي فهو ليس منفصل عنها ولكنه جزء اساسي منها ويجب علينا جميعا العمل جنبا إلي جنب لتحويل هذة الإمكانيات الهائله إلي واقع معاش يسوده السلام والأمان والاستقرار.

#ضروريا