الذكاء الاصطناعي يُعيد رسم خريطة العالم الذي نعرفه، ويغير طريقة عملنا وتعليمنا وحتى فهمنا لما هو صواب وما هو خطأ.

فهو قوة هائلة تستحق منا التأمل والنقاش العميق حول آثارها البعيدة المدى.

فنحن نواجه سؤالاً محورياً: هل ستكون هذه الثورة مفيدة أم ضارة بالإنسانية؟

وهل ستقوي روابطنا وإنسانيتنا أم تهددهما؟

الحلول سهلة الظاهر ومعقدة التطبيق دائماً!

فالذكاء الاصطناعي قادر بالفعل -والحديث عنه مبكر جداً- على مساعدة المعلمين في تخصيص خطط الدراسة وتنظيم سير العملية التدريسية بكفاءة أكبر وربما حتى تحديد المجالات التي تحتاج الدعم فيها الطالب.

وهذا بلا شك أمر إيجابي خاصة عندما نفكر بالأعداد الهائلة من الطلاب وحجم المعلومات المطلوبة منهم مقارنة بعددهم بالأمس القليل من العقليات المميزة.

ولكن هنا تكمن نقطة الخلاف الرئيسية: كيف يمكن لروبوت مهما بلغ تقدّمه أن ينقل القيم الأخلاقية والإنسانية للطالب وهي قيم غير قابلة للحساب الكمي أو البرمجة الحاسوبية التقليدية ؟

فالقيم تجمع بين المشاعر والعواطف والفلسفات الشخصية والتي غالبا ماتكون نتاج محيط الفرد الاجتماعي ونمط تربيته وثقافته المختلفة عما سواها.

.

.

وهذه أشياء يصعب قياسها رقميا وبالتالي برمجتها ضمن آلات ذكية.

لذلك فأنا مقتنع بأن دور الروبوت هنا لن يكون إلا داعماً للمعلم الحقيقي ولطريقة تفكيره الراقية وبصيرته الواسعة وخلفياته المزودة بخبراته الخاصة بالحياة.

أما مسألة خلق نماذج افتراضية للمعلم فهي أيضا قضية مثيرة للنقاش حيث أنها تقوم بحفظ معلومات كبرى وبالسرعات الأعلى ولكنه لا يفوق لمسات معلم بشري حقيقي لديه المقدرة لتقدير حالة الطاب النفسية والعمل عليها لتحقيق نتائج أفضل بكثير!

ختاما.

.

إنني أدعو الجميع لاستغلال كل جانب ايجابى في هذا المجال مع ضرورة الانتباه الشديد لمدى عدم إلغائنا لعامل بشرى أساسى وهو المعلم ووظيفته المقدسة تجاه أبنائه الطلاب!

#قضايا #وتقييمها #الطفل #عالم

1 Reacties