هل "الكلمة" سلاح ذو حدين؟

هل الكلمات قادرة حقا على تغيير الواقع أم إنها مجرد أصداء فارغة تنتشر كالضباب فوق صفحة التاريخ؟

تبدو هذه الأسئلة بسيطة لكنها تحمل العديد من التعقيدات عندما ننظر إليها بمجهر النقد والتحليل الفكري.

فالواقع يتغير بتغيُّر المفاهيم والمعتقدات والقيم المجتمعية والتي غالبًا ما يتم تأطيرها وصياغتها بواسطة الكلمات وبراعة الخطاب البلاغي الذي يحمله الأدب والفنون الجميلة الأخرى.

هل يعد استخدام الكلمات كسلاح لتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية أكثر فعالية مقارنة بالقوة المادية مثلا؟

وهل هناك فرق أساسي بين التأثير الفوري للقوى البدنية وبين الأثر التدريجي المتنامي للطاقات الذهنية واللفظية؟

إن تاريخ البشرية مليء بالدلائل الدامغة لقدرة الكلمة على هزيمة أقوى التحالفات السياسية والعسكرية.

فقد كانت الثورة الفرنسية وما سبقها من حركات سياسية واجتماعية شاهد عيان على مدى فعالية خطاب المثقفين والكتاب الذين غرسوا بذور الفكر الجديد بين العامة حتى اشتعل شرارها وانتفض الجميع مطالبين بحقوق لم يكن أحد يستحقها قبل سنوات قليلة فقط.

ومن جهة أخرى، فإن عدم الانتباه لسلطان الكلمات يؤدي بنا نحو هلاكات لا تعد ولا تحصى حيث تتحول بعض الكلمات إلى مقصلة تقطع الرقاب وتنتهك الأعراض تحت مسميات دينية وسياسية مزيفة.

لذلك يقول الدكتور محمد عبد الرحيم في كتابه الشهير (اللغة والسلطة) «إن السلطة تستخدم اللغة لتلبية مصالحها ولإعادة إنتاج نظامها الخاص».

وبالتالي تصبح مهمتنا كمثقفين وكتاب أكبر بكثير من مجرد صناعة نص جميل الشكل وصاحب موسيقى مميزة وإنما مسؤوليتنا اليوم هي توظيف تلك الموسيقى والرقة لإقامة مجتمع أفضل يقوم على العدالة والمساواة ويحتفظ بذاته ومعاييره الأخلاقية أمام رياح الاستبداد والدكتاتورية مهما هبت شديدة وقوية.

#السحر #بيننا

1 التعليقات