هل نستطيع حقاً أن نقول إننا نحارب الظلم إذا لم نكن قادرين على تحديد جذوره العميقة؟

إن التركيز فقط على مظاهر الغنى والفقر لا يكفي؛ فنحن بحاجة إلى فهم كيفية تشكل هذه الاختلافات وكيف يتم الحفاظ عليها عبر الزمن.

فلنبدأ بسؤال بسيط: هل يتساوى الجميع أمام القانون بغض النظر عن وضعهم الاقتصادي؟

وهل هناك أي شكل من أشكال التحيز النظامي الذي يمنح امتيازات غير مبررة للمجموعات الأكثر ثراءً؟

قد يبدو الأمر واضحًا للبعض، لكن دعونا نفحص السياسات الحكومية والقوانين التنظيمية بعمق أكبر.

على سبيل المثال، ماذا عن قوانين الضرائب العقارية والحوافز الضريبية الأخرى التي تستهدف أصحاب العقارات ذوي القيمة الأعلى؟

ومن هم الذين يستفيدون بالفعل من مثل هذه التدابير - الجماهير المتوسطة أم أولئك الموجودون بالفعل ضمن أعلى 1%؟

وهناك جانب آخر مهم وهو الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية.

ففي العديد من البلدان، بما فيها تلك ذات الأنظمة الصحية العامة، فإن نوع الرعاية التي تتلقاها تعتمد بشدة على مقدار المال الذي يمكنك دفعه مقابل التأمين الخاص أو الخدمات خارج النطاق الطبيعي.

وبالنسبة للتعليم، فقد أصبح الحصول على تعليم جيد مرتبط بشكل متزايد بقدرتك المالية.

وحتى وإن كانت المدارس الحكومية توفر خدمات جيدة، إلا أنها غالبا ما تواجه نقصا في التمويل مقارنة بمدارس القطاع الخاص.

وبالتالي، حتى بدون وجود أي توجه متعمد للتفضيل الطبقي، يمكن لهذه الأنظمة أن تعمل ضد الطبقات الدنيا والمتوسطة، مما يؤدي إلى مزيد من عدم المساواة.

فإذا كنا صادقين بشأن الحد من الفوارق الاقتصادية، فلا ينبغي لنا ببساطة تقديم الحلول السطحية بل العمل على حل المشكلات الأساسية.

يتطلب ذلك إجراء إصلاح شامل للنظام وليس مجرد تصحيحات سطحية.

علينا أن نسأل أنفسنا باستمرار: كيف تؤثر سياساتنا وقوانيننا على مختلف شرائح السكان؟

وما الذي يمكن عمله لجعل الفرص متاحة حقا لكل فرد بغض النظر عن خلفيته؟

إن بناء مجتمع أكثر عدالة يتطلب منا الاعتراف بهذه التعقيدات والدخول في نقاش عميق وصريح حول كيفية هيكلة مؤسساتنا وأنظمتنا لتحقيق هدف أكبر من العدالة الحقيقية.

1 Comentários