**الحقوق الرقمية والبيئية: رهان المستقبل**

في عالم اليوم المتصل، أصبحت قضايا الخصوصية والحفاظ على البيئة أكثر ارتباطًا مما قد يبدو للوهلة الأولى.

بينما تشجع بعض الأصوات على التقبل الضمني لخروقات البيانات كمقابل لاستخدام خدمات رقمية مريحة، فإن هذا النهج يعد بمثابة تنازل خطير عن سيادتنا الرقمية واستقلالنا الشخصي.

وبالمثل، عندما نواجه تحديات تغير المناخ، لا يكفي القبول بالتداعيات السلبية عليه فحسب؛ إنما يتوجب علينا رؤيتها كفرصة للتطور عبر الابتكار والبحث العلمي المكثَّفِ .

هذه المقربان ليسا منفصلين كما قد يوحي بذلك الظاهر الأول.

فقد أصبح العالم الرقمي جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية ومن ضمنه طرق التعامل مع موارد الأرض الطبيعية والثقافية والإنسانية كذلك.

ولذا فقد آن الآوان لأن نتخذ خطوات جريئة لحماية بيانات المواطنين وضمان مستقبل أفضل لكوكبنا وذلك بإعطاء الأولوية للمسؤولية الاجتماعية أمام الشركات العالمية الكبرى والتي لها تأثير عميق سواء بشكل مباشر أم غير مباشر فيما يحدث لأجيال الغد.

إن المطالبة بحقوق رقمية أقوى وأكثر أمانا ليست رفاهية بل هي ضرورية لبناء ثقافة الاحترام المتبادل بين مختلف الجهات المعنية.

فالخصوصية في العصر الحديث هي جوهر الحرية الجديدة للإنسان العصري ويمكن اعتبارها امتدادا طبيعيا لمعاهدات جنيف القديمة المتعلقة بالحروب وما بعدها!

أما مسألة التصدي لتغير المناخ فلابد وأن يتم التعامل معه كأسلوب حياة جديد يعتمد العلم والمعرفة كأسلوب عمل مشترك بين الجميع بغض النظر عن خلفياتهم السياسية والدينية وغيرها.

.

.

فهو رهان وجودي للبشرية جمعاء ولا مجال فيه لفصل أي طرف عن الآخر لأنه ببساطة خارج نطاق قدرتك وحدود فهمك الخاص به .

1 Comentarios