الحوار الحضاري والتنوير الاجتماعي: مفتاح تجاوز الثنائيات المغلقة من الطبيعي أن ننطلق من نقطة التقاء بين الأصالة والحداثة؛ فالاندثار ليس خياراً أمام حركة التاريخ المتدفقة باستمرار نحو المستقبل.

لكن هل حققت المجتمعات تقدماً حقيقياً حين اختارت طريق التحديث المبني على القطيعة الجذرية مع ماضيها وهويتها؟

إن البنية الاجتماعية الراسخة عميقة الجذور ولا يمكن هدمها دفعة واحدة دون خسائر جسيمة.

لذلك، دعونا نفكر مليّاً حول مفهوم "التجدد" الذي يسمح بالنمو العضوي للنظم والقيم التقليدية بما يناسب احتياجات العصر الحالي.

بهذه الطريقة فقط سنضمن شعور المواطنين بانتماء أصيل واستمرارية ثقافية مهمة للغاية بالنسبة لصحة المجتمع النفسية والعاطفية.

وفي الوقت ذاته، نطمح لأن يكون هذا الانعتاق من قيود الماضي مصاناً من براثن الهيمنة الأجنبية المفروضة باسم العلمنة القصوى والليبرالية المطلقة.

وهنا تتجسّد قيمة التعليم كوسيلة للتوازن بين الوعي الذاتي العالمي والانغماس المحلي الأصيل.

أما فيما يتعلق بقضايا العدالة الاجتماعية، فهي ليست مسألة حكم بسيط بين الخير والشر بل هي رحلة لفهم شبكات العلاقات المتبادل التأثير بين الفاعل وظروفه الواقعية.

ولا شك بأن المؤسسات القانونية تلعب دوراً محورياً هنا خاصة نظام العقوبات والذي غالباً ما يتم تسييسه لأسباب سياسية واقتصادية.

ومن ثمَّ، فأي نقاش جاد وجذري حول فساد الأنظمة السياسية والاقتصادية يجب مراعاته جنبا إلي جنب مع المشكلة المجتمعية الأساسية المتعلقة بعدم المساواة وعدم تحقيق العدالة للمحرومين اجتماعياً.

وهذا بالضبط سبب ضرورة وجود حملات توعوية واسعة النطاق لدعم عمليات الإصلاح الشاملة.

أخيرا وليس آخراً، هناك حاجة ملحة لإعادة تعريف معنى الوطنية خارج دائرة الخطاب الرسمي والرنان الذي يفترض أنه الوحيد الصحيح.

فعندما تضيف الدولة طبقة فوق أخرى من التعصب الوطني دون تقديم حلول عملية للمحن اليومية للمواطنين، تصبح تلك الصرخات فارغة ومعرضة للازدراء العام والاستياء الكبير.

لذلك، يتعين علينا جميعاً العمل سوياً لخلق برامج تعليمية وتربوية شاملة هدفها الأول هو زرع روح المحبة لوطن المرء وتعزيز حس المسؤولية الجماعية لدى الشباب كي يتحمل كل فرد دوره كاملا واتجاهاته الملائمة.

إنها خطوة ضرورية جداً نحو بناء مستقبل أفضل وأكثر ازدهاراً.

#تحديات #فقط #شيء

1 التعليقات