الثورة الرقمية تحمل في طياتها فرصة عظيمة لإعادة صياغة التعليم كما نعرفه اليوم.

فالمؤسسات التعليمية اليوم أمام خيار استراتيجي: إما الانضمام إلى موجة التقدم التكنولوجي واستخدام أدوات مثل الذكاء الاصطناعي لتحسين عملية التدريس وتعزيز التعلم الفعال، وإما الوقوف متفرجين بينما تتنافس الجامعات والمؤسسات الأخرى عالميًا للاستثمار في هذه المجالات الناشئة.

بالإضافة لذلك، قد يؤثر ظهور الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي سلبًا على بعض جوانب التجربة الأكاديمية التقليدية.

فعلى سبيل المثال، قد تقل الحاجة للمعلمين البشريين في المهام الأساسية مما يدعم نظرة مفادها بأن التعلم الآلي قادرٌ على القيام بهذه المهمة بكفاءة أعلى مقارنة بالإنسان.

ومن ثمَّ، فإن السؤال الرئيسي الآن ليس هل سنقوم بذلك أم لا ولكن كيف سنضمن احتضان فلسفتنا الخاصة بالتعليم لهذه المستجدات بعناية وحكمة بحيث تشمل كل الجوانب بما فيها العلاقات الاجتماعية والقيم الإنسانية الأصيلة والتي هي جوهر هدفنا النهائي وهو تكوين مواطنين مسؤولين ومثقفين قادرين علي مساعدة مجتمعاتهم والمساهمة فيها بنشاط وايجابية.

وفي حين أنه سيكون من المغري جدا السماح للتكنولوجيا بادارة كامل عملية التعليم، لكن الواقع يقول ان الاكتشاف العلمي والتواصل الانساني العميق لن يحدثا بدون تدخل بشري مباشر وايجابي.

لذا علينا وضع حدود وآليات واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي حتى يحافظ الطلاب على قدرتهم على التفكير النقدي واتخاذ القرار وأن نشجع ايضا تطوير البرامج التعليمية المصممه خصيصا وفق احتياجات المتعلمين المختلفيين ثقافيا وفكريا وذلك عبر توظيف تقنيات تعلم الآلة وغيرها مما يسمح بتصميم مناهج دراسية مرنة ومتغيرة باستمرار حسب الظروف المحيطة بنا.

وهذا أمر حيوي للغاية للحفاظ مستقبليا على مستوى عالي من المنافسة العالمية فضلا عن تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية.

1 Kommentarer