العالم الذي نعيشه مترابط ومتداخل بشكل متزايد، مما يجعل أي فعل له عواقب واسعة النطاق تتجاوز الحدود الجغرافية التقليدية.

فإذا كانت السودان تواجه وضعًا هشًا يهدد استقراره وسلامه، فهذا التأثير لا ينحصر داخل حدوده ولكنه يصل إلى المنطقة والعالم كذلك؛ وذلك لما قد ينتج عنه من نزوح جماعي وصراع مستمر وزيادة التطرف والإرهاب وانتشار الأمراض المعدية وغيرها مما يدعو المجتمع الدولي لدور حيوي وفوري لمعالجة جذوره وعدم ترك المواطنين أمام المصائب وحدها.

وفي الوقت نفسه، يعد انخفاض مؤقت لأسعار البرميل مؤشر آخر لهذا الترابط المعقد بين الأسواق والنظم البيئية المختلفة عالمياً.

إنه بمثابة دعوة للاستيقاظ للتحدي الحقيقي المتمثل في التحرك نحو نماذج إنتاج وطاقة مستدامة قبل مواجهة المزيد من الاضطرابات غير المنتظمة لشؤون حياتنا اليومية المستمرة عبر العديد من المجالات كالزراعة والنقل والطيران والمزيد.

هنا تظهر قوة المسؤولية الجماعية في التعامل بحذر وحكمة مع بيئاتنا المحلية والعالمية جنبا إلى جنب؛ إذ أنها الخطوات الأولى نحو غد أكثر أمانا واستدامة لكل شعوب الكوكب بوجهه المختلفة.

ومن جهة أخرى، تكشف أحداث رياضتنا المحلية درسا قيّما بشأن قيمة العمل الجماعي واتخاذ القرارات الحاسمة ضمن فرقنا المفضلة سواء في المملكة العربية السعودية أو جمهورية مصر العربية الشقيقة.

فقد أصبح واضحًا كيف يتحتم عليهم تكوين خطط مدروسة جيدًا واستراتيجيات ذكية لاستغلال العناصر الموجودة لديهم لأقصى مدة ممكنة أثناء المنافسات الشرسة كما حدث مؤخرًا حين هدد إيقاف عددٍ من نجوم نادي الاتجاد السعودي مشاركتهم أمام خصمه الفتح وكذلك اختيار تشكيلة الأهلي المصرية بقيادة المدرب مارسييل كوهلر لخوض لقائه المرتقب أمام بيراميدز ضمن بطولة الدوري المحلي.

ومن ثم، فإن مبدأ "التفكير عالمياً بينما نعمل محليا"، هو جوهر التعاون المثالي والذي يُنبِذ الفرقة ويُحوِّلها لقوة واحدة تسعى لرقي وتقدم وطنها وشعبه أولًا وأخيرًا.

#القصيرة #بالفعل #النهائية

1 Mga komento