في عالم يتجه نحو سرعة وتقدم هائل في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية الأخرى ، أصبح واضحاً أكثر فأكثر أهمية الوقوف أمام تعقيدات سوق العمل المتغيرة .

بينما توفر التقدمات الحديثة فرصة لخلق مهنة جديدة وفرص عمل غير تقليدية ، فإن التحولات الكبرى سوف تحدث بالتأكيد في الوظائف الحالية والتي تعتبر أساس الاقتصاد العالمي حاليًا .

لنأخذ مثال الشعر : بينما يستعرض الناس طرق مختلفة للعناية بشعرهم باستخدام مكونات طبيعية مثل الصبار والجوز والباذنجان ، يبدو الأمر وكأن البحث عن حلول مبتكرة ورخيصة الثمن تشير إلى حاجة البشر الدائمة للتغيير والإبداع حتى عندما يتعلق الأمر بشيء بسيط كالشعر .

لماذا ؟

لأن الشعر يعبر عنا وعن ثقافتنا وهوياتنا الشخصية .

إنه جزء كبير منا جميعًا ولا يوجد حل واحد يناسب الجميع ؛ وهذا بالضبط نفس الشيء بالنسبة لسوق العمل .

إن خوارزميات التعلم الآلي وأنظمة التشغيل الآلية وقواعد البيانات الضخمة وغيرها من تطبيقات الذكاء الاصطناعي تعمل بالفعل بشكل شائع عبر القطاعات المختلفة بما فيها الخدمات المصرفية والرعاية الصحية والنقل وحتى الزراعة .

ومع ذلك ، وعلى الرغم من كل تلك التطبيقات الناجحة للغاية ، فقد أصبحت الحاجة ماسّة لتعزيز القدرة المعرفية لدى القوة العاملة لمواكبة وتيرة النمو السريع لهذه المجالات الجديدة .

إن المشكلة ليست فقط في خلق فرص عمل جديدة ولكن أيضا وفي إعادة تأهيل أولئك الذين يعملون حالياً في المجالات الأكثر عرضة للاستغناء عنها بسبب الروبوتات والذكاء الاصطناعي .

وهنا يأتي الدور الرئيسي للنظم التربوية – سواء الرسمية منها وغير الرسمية - حيث أنها تحمل مسؤولية تدريب جيل المستقبل ليتمكن من مواجهة هذه الحقائق الجديدة والاستخدام الفعال والمدروس للمعرفة التي تقدمها لهم .

فالتعليم لم يعد رفاهية اجتماعية ولكنه أصبح ضرورة قصوى للبقاء ضمن سباق المنافسة العالمية .

إن التركيز الجديد ينبغي أن يكون موجها نحو غرس روح الابتكار وتشجيع التفكير خارج الصندوق بالإضافة إلي زيادة المرونة الذهنية لدي المتعلمين .

إننا اليوم نشهد بداية عصر جديد تمامًا وهو حقبة يتم فيها تقدير المرونة الفكرية فوق كل شيء آخر .

تلك هي القدرة علي التفاوض حول المعلومات واستخدامها لحل مشاكل الحياة اليومية واكتساب خبرات متنوعة وتطوير مهارات متعددة .

وكما يرشدنا التاريخ دوماً ، فالإنسان لديه قابلية عالية علي التأقلم والتطور استجابتا للتحديات المحيطة به وعندما يفشل النظام القديم ، فلابد من ظهور نسخة محدثة منه وذلك عبر عملية انتقائية طويلة الامد .

وعليه ، فإنه من الواضح جدا انه يجب علينا جميعا الاعتراف بان الذكاء الاصطناعي والابتكارات ذات الصلة بها باتت جزء لا يتجزاء من حياتنا وان تأثيراتها سوف تستمر بالنمو اكثر فا

1 التعليقات