هل التكنولوجيا تقرب أم تبعد الإنسان عن نفسه؟

إن العلاقة المعاصرة بين الإنسان والتكنولوجيا تشبه حبل مشدود؛ كل طرف يسحب الآخر.

بينما تسعى التقدم العلمي لإعادة تعريف حدود الواقع وجعل الحياة أكثر سهولة وكفاءة، إلا أنها تحمل بداخل طياتها احتمالات للعزل الاجتماعي والانقطاع عن الذات.

فإذا كانت التكنولوجيا تقدم أدوات قوية للتواصل والمعرفة، فهي أيضا تخلق مسافات غير مرئية بين الناس وبين ذواتهم الداخلية.

فكم مرة وقفنا أمام المرآة الافتراضية ونسينا انعكاس صورتنا الحقيقية!

لذلك، ربما يكون الحل ليس في رفض الثورة الرقمية، ولكنه في فهم عميق لطبيعة هذا الارتباط الجديد.

فهذه ليست قصيدة رومانسية عن فقدان الأصالة بسبب الرقمنة، ولكنه تحليل موضوعي لمعضلات القرن الواحد والعشرين والتي تستدعي البحث الجريء والمستدام حول المستقبل الذي نرغب به لأنفسنا وللإنسان القادم.