تتصاعد حدة الخلاف الحدودي بين الكويت والعراق بشأن خور عبد الله، وهو أمر يتطلب دراسة معمقة لتاريخ المنطقة ومساراتها القانونية والسياسية المتعلقة بالنفوذ والنفوذ المضاد فيها.

فهذه ليست أول مرة تحدث فيها مشكلة على طول الخط الفاصل بين البلدين، لكنها واحدة من أكبر القضايا حساسية التي قد تؤثر على مستقبل السلام والاستقرار في الخليج.

إن إلغاء اتفاقية تنظيم الملاحة التي وقعتها الكويت والأردن والسعودية والعراق في عام 2013 يفتح المجال أمام سيناريوهات متعددة، بما في ذلك احتمال نشوء صراع مسلح إذا أخفق المفاوضون العرب في الوصول لاتفاق مرضٍ للطرفين.

وقد يكون لذلك آثار عميقة ومدمرة على الاقتصاد المحلي والإقليمي وحتى العالمي نظراً لأهمية الموقع الاستراتيجي للمنطقة ولكمية التجارة الدولية التي تمر بها يومياً.

ومن الضروري هنا التأكيد على أهمية اللجوء إلى الوسائل السلمية لحل مثل هكذا نزاعات قبل استفحالها وانزلاق المنطقة نحو دوامة عنف لا نهاية لها.

كما تجدر الاشارة الى ان التدخل الاقليمي والدولي ضروري للغاية نظرا لان اي انفجار محتمل سيكون له ارتدادات سلبية واسعة النطاق خارج حدود الدولتين المتجاورتين .

وفي النهاية فان العمل الجماعي واتخاذ القرارات المدروسة هي مفتاح تجاوز مثل هاته الازمات وضمان حق الجميع في الحياة بسلام وامان واستقرار .