قوة التعلم المستمر: رحلة نحو تحقيق الذات هل سبق وتساءلت يومًا لماذا نقضي الكثير من الوقت والطاقة لتطوير ذواتنا؟

هل هي فقط مسألة الحصول على شهادات جامعية مرموقة ومهن عالية الأجر؟

بالطبع هناك جانب مهم لذلك، لكن القيمة الحقيقية للتعلم تكمن فيما هو أبعد بكثير مما تبدو عليه الأمور للوهلة الأولى.

فهي ليست عملية عابرة تحدث مرة واحدة وتنتهي عند نقطة معينة كما قد نفترض غالبًا.

إنها بالفعل طريق مليء بالاكتشافات والنمو المستمر الذي لا يتوقف أبدًا.

كما أكدت المقالات السابقة، يعد اكتساب المعارف الجديدة سبيلًا أساسيًا لبلوغ مستويات أعلى من الثقة بالنفس واحترامنا لذواتنا.

فعندما نتعمق أكثر ونزيد من معلوماتنا، فإننا نحسن قراراتنا ونوسع مداركنا ونطور طريقة نظرتنا للحياة نفسها.

وهذا بدوره يسمح لنا باتخاذ خيارات مدروسة تؤدي بنا إلى حياة مرضية ورضا أكبر وسعادة دائمة.

بالإضافة لهذا التأثير العميق على ذاتيتنا، فلابد أيضًا من النظر إلى الجانب العملي لهذه العملية.

فالتسلح بالعلم والمعرفة سيفتح أمام المرء أبواب الفرص ويجلب معه المزيد من الأمن والاستقلالية المالية.

وبذلك يتحقق مزيج موفق ومتوازن بين السلام الدخيلي والاستقرار الخارجي.

ومع ذلك، دعونا لننسى شيئًا حيويًا للغاية والذي يتم تجاهله كثيرًا – وهو أهمية مشاركة خبراتنا ومعارفنا مع الآخرين.

فمن غير العدالة الاحتفاظ بهذه الهدايا الذهنية داخل قلوبنا وعدم نشر فضائل العلم بين الناس المحيطين بها.

تخيل لو امتنع كل فرد عن توزيع حكمته وما لديه من علوم.

.

.

عندها سوف تتلاشى دورة النمو الفكري وتقوض تقدم الحضارة البشرية جمعاء!

لذا اسمحوا لأنفسكم بمشاركة ما لديكم سواء كان عبر التعليم الرسمي أو حتى جلسات قصيرة للنصح والمواعظ العفوية وسط المجتمع المحلي.

بهذه الطريقة ستضمن ترك بصمة واضحة ومؤذية في حياة شخص آخر بينما تعمل علي دفع عجلة التقدم للأمام للأمام.

وفي النهاية، لن يقتصر تأثير فعلتك الحميدة على حاضر الزمن الحالي وإنما سوف يرتقي ويمتد لأجيال مستقبلية قادمة كذلك.

فلنتذكر جميعًا أنه بغض النظر كم بلغ مقدار علمك الآن، فأعلم يا عزيزي القاريء بأنه دومًا هنالك مجال واسع جدًّا للمزيد من التعلم والتطور.

وهذه هي جوهر الحياة الجميلة والمتجددة باستمرار والتي تنتظرنا بكل ماهو رائع ومذهل للإنسان حين يقبل عليها بانفتتاح وانبهار.

#الداخلي

13 التعليقات