[1] إن التحولات الجذرية المرتبطة بتطبيق تكنولوجيا الذكاء الصناعي تستوجب علينا التفكير بعمق فيما يتعلق بالمفهوم التقليدي للوظيفة والإنسان نفسه.

بينما قد يحمل هذا التطوير وعداً بتحرير البشر من المهام المرهقة والمتطلِّبات البدنية الشاقة، إلا أنه يأتي مصحوبا بتحديات جوهرية تتعلق بمعاييرنا الأخلاقية والاجتماعية الحالية.

فقد نشهد ظهور نوعٍ غير مسبوق من العجز الاقتصادي الناجم عن عدم الحاجة إلى العامل البشري، مما يدعو إلى إجراء إصلاح شامل للنظام الاجتماعي الحالي والذي يعتمد أساساً على مفهوم الملكية الخاصة والاستغلال التجاري للقوى العاملة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك احتمال بأن تؤدي زيادة الاعتماد على الأنظمة الآلية إلى انخفاض قيمة العنصر البشري داخل المجتمعات نفسها، وبالتالي تغذية نزعة فردانية متزايدة وانقطاع التواصل بين الناس.

ومع ذلك، ربما تقدم ثورة الذكاء الصناعي أيضا حلولا مبتكرة لهذه المشكلات المتوقعة.

فعلى سبيل المثال، يمكن النظر إلى تطوير اقتصاد قائم على الدخل الأساسي العالمي كوسيلة لمعالجة مخاوف التشغيل المحتملة.

كذلك، يمكن اعتبار التركيز على تعليم وتنمية القدرات الإبداعية للبشر باعتبارها عاملا رئيسيا للتكيف مع عالم عمل متغير باستمرار.

أخيرا، تعتبر المناقشة العامة الواسع النطاق ضرورية لوضع أسس أخلاقيات صناعة الذكاء الصناعي وضمان استخداماتها بما فيه خدمة الصالح العام ومصلحة المواطنين جميعا.

[١٤٦٤][١١٥١][٣٤٩].

[٢] وسط أجواء مليئة بالتفاؤل والخوف بشأن مستقبل وظائف وعلاقات اجتماعية وثقافية مختلفة بسبب انتشار التقدم التكنولوجي، يبقى لدينا دائما الفرصة لاتخاذ موقف مسؤول ومشاركته في تحويل واقعنا نحو الأفضل.

ومن خلال الانخراط النشط في أعمال الخير المختلفة ودعم مختلف قضايا حقوق الإنسان، بما فيها قضيتنا العربية الأصيلة فلسطين، بإمكان كل فرد ترك أثر إيجابي واضح في العالم من حوله.

فقد كان أولاد سيدنا آدم هم روادا لبناء حضارتهم بعد طوفان شديد كما ورد ذكره في كتب التاريخ والدين الإسلامي.

فلنتخذ منهم مثالا وقدوة حسنة ولنجعل رسالتنا هي نشر الحب والسلام جنبا إلى جنب مع العلم والمعرفة مدى الحياة مهما اختلفت الظروف المحيطة بنا.

فعبر وسائل التواصل الحديث كاليو تيوب وغيرها، أصبح التعلم الذاتي وتمكين الذات أقرب إلينا أكثر من أي وقت مضى وذلك بفضل توفر العديد من الدورات التدريبية المفيدة والتي يقدمها متخصصون أفذاذ في مجالات متعددة كمجال التسويق الالكتروني مثلا وغيره كثير.

وفي نفس الوقت، تواجه السلطات الصحية خطراً أكبر وهو التأكد من جودة وسلامة وفاعلية اللقاحات المضادة لفيروس كورونا عالمياً، خصوصا حين تأتي من مناطق غريبة نسبيا مثل آسيا الوسطى والصين تحديداً.

وعلى الرغم من حاجة شعوب الأرض لهذا العلاج المنشود، يجب ألّا يتم تخفيضه لمستوى مهنة مربحة للمستثمرين بدون ضوابط صارمة ورقابة مشددة لأنه قد ينقلب رأس ماليا وخطيرا للغاية!

[١٠٥٩٠][٢٦