مستقبل التعليم والمسؤولية الأخلاقية للتكنولوجيا إن قضية دور الذكاء الصناعي في العملية التربوية ليست مجرد مسألة تتعلق بالأداة التقنية نفسها؛ إنها سؤال جوهري يتعلق بهويتنا كبشر وبدورنا تجاه بعضنا البعض.

بينما نشهد اندفاعاً نحو استخدام أدوات التشخيص المبني على بيانات الطلاب لتوجيه قرارات تعليمية مصيرية، يجدر بنا النظر بعمق والتساؤل عما إذا كنا نستبدل القدرة الفذة للمعلمين والمربّين بالتكنولوجيا دون وعي كامل بالعواقب المحتملة لذلك الانتقال المفاجىء.

بالتوازي مع هذا النقاش المهم، يطل سؤال أخلاقي مهم آخر متعلق بسلوكيات الاستهلاكية والعولمة.

ففي ظل سعي الشركات لتحقيق أعلى نسب نمو ممكنة وفي أسرع وقت ممكن، غالبًا ما يتم دفع العامل البسيط والرجل الأقل حظًا ثمنا باهظا لهذه الطفرات الاقتصادية الضخمة.

هنا تأتي الحاجة الملحة لإعادة تعريف مفهوم النجاح التجاري بحيث يأخذ بعين الاعتبار حقوق الإنسان الأساسية وحقوق الطبقات الفقيرة والمتوسطة الذين يعانون تحت وطأة شبح الاستغلال الاقتصادي المقنع بكلمات براقة كالتقدم والحداثة.

وعلى الصعيد المحلي، تستحق الأنظمة التعليمية العربية إعادة طرح شاملة وشاملة للسؤال الدائم: لماذا لازلنا عالقين في دوامات الماضي بينما العالم يمضي قدمًا بخطى واسعة نحو مستقبل غامر بالإبداع والمعرفة؟

إن الزمن قد حانت ساعة تحويل تركيزنا من طرق تدريس تقليدية وعتيقة ذات طابع قمعيّ يحافظ على الوضع الراهن لصالح نخبة محدودة ممن اعتادت اللعب وفق قواعد غير عادلة وغير شفافة، باتجاه نموذج تربوي عصري يقوم أساسًا على تشكيل مواطن حر وصاحبي رأي مستقل وقادرٌ على التحليل النقدي للإشكاليات المجتمعية المطروحة عليه يومياً.

ختاماً، أما بالنسبة لكتاب "القيادة الناجحة"، فلابد وأن نميز دائماً بين خصائص الكائنات الطبيعية وبين سلوكيات البشر ذوي التعقيدات النفسية والاجتماعية الفريدة.

إضافة لما سبق، يعتبر انعكاس قرار انضمام نجم كرة القدم كريستانو رونالد إلى نادي اليوفنتوس مثال حي لإمكانية تحقيق مكاسب اقتصادية هائلة نتيجة قوة العلامة التجارية للاعب الفذ وانعكاساتها التسويقية والإعلامية.

وهذا درس قيّم لكل المؤسسات الراغبة بتغييرات جذرية تؤثر بشكل ايجابيي على الصورة العامة للمؤسسة وتوفر عائدات مالية وفيرة.