الجماليات البيئية: هل نستطيع رؤية الأرض.

.

.

أم نرى مصيرها؟

في عالم حيث يتغير كل شيء بسرعة البرق، أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى النظر إلى جمال الطبيعة باعتبارها انعكاسًا لحالة روحانية الداخل البشري العميق.

لقد تعلمنا جميعًا منذ زمن طويل أهمية "الاستمتاع" وتقدير اللحظات الجميلة لأنها مصدر القوة والسعادة للإنسان.

لكن ماذا يحدث عندما يتم تهديد تلك اللحظات نفسها والتي تأسر حواسنا وروحيانا ببعض القرارات غير المسؤولة المتعلقة باستغلال موارد محدودة مثل الوقود الأحفوري؟

عند الحديث عن التحولات الجذرية اللازمة لمعالجة قضية الاحتباس الحراري وغيرها من المشكلات المرتبطة بالتلوث البيئي، غالبًا ما نشعر بالقلق بشأن الآثار الاقتصادية والاجتماعية لهذه الخطوات الطموحة.

ومع ذلك، فقد بدأ الكثير منا مؤخرًا بإدراك أنه بالإضافة لهذه المخاطر الاقتصادية والاجتماعية الهامة، هناك أيضًا مخاطرة أخرى كامنة خلف الضباب الدخاني لكوكب يعيش حالة طوارئ بيئية مستمرة.

هذه المخاطرة تتعلق بفقدان جوهر وجود الإنسان نفسه وارتباطه الروحاني بالأرض.

فنحن كمجتمعات بشرية نمارس دورًا مزدوجًا فيما يتعلق بكوكبنا الأم.

أول جزء منه يشجع الاستهلاك والاستخراج المكثف للموارد الطبيعية بينما الجزء الآخر يدعو لاستدامتها وحمايتها للأجيال المقبلة.

وبينما نواجه الحقائق القاسية الناتجة عن استخدام الوقود الأحفوري، يصبح واضحًا ضرورة إجراء تغيير جذري وسريع باتجاه الطاقة المتجددة وأنظمة اقتصادية صديقة للبيئة.

إلا أن التقدم العلمي الحالي يوفر فرصًا غير مسبوقة لإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لهذا الوضع المزري.

وبالتالي، فإنه لمن المهم بمكان بالنسبة إلينا إعادة تعريف مفهوم "الجَمال البيئي"، بحيث لا يكون مجرد موضوع للفن والرسم، ولكنه أيضا قوة دافعة للتغيير الاجتماعي والاقتصادي الشامل نحو أفضل.

فعندما ننظر إلى صور الغابات المطيرة الخضراء والشواطئ البكر، يجب ألَّا تنتابنا مشاعر الدهشة فقط، ولكن كذلك الشعور بالمسؤولية للحفاظ عليها للأبد.

وهذا الأمر يستحق بذل قصارى جهودنا للحصول عليه.

لذلك دعونا نقلِقُ يومًا واحدًا ونعمل جاهدين طالبين تحقيق سلام داخلي عميق مرتبط ارتباطًا مباشرًا بصحة عالمنا الخارجي.

عندها سنضمن حينها توفير ظروف ملائمة لصنع تاريخ بشري مختلف وواعد.

فلنرتقِ بروح الإبداع نحو آفاق واسعة مدفوعين بشغف المحافظة على الطبيعة والبحث الدائم للمعرفة والعلم.

هكذا يمكن تحقيق أحلام الماضي بأن يكون العالم مكانًا صالحًا وآمنا لكل مخلوقاته عبر قرون قادمة.

1 注释