الصحة النفسية والعقلية هي أساس لقوة وصمود أي فرد أو مجتمع أمام تحدياته اليومية وخططه المستقبلية الطويلة الأمَد.

بينما قد تبدو المشاكل البدنية أكثر ظهوراً ووضوحاً، فإن صحتنا الداخلية تحمل مفتاح رفاهيتنا العامة وسعادتنا وقدرتنا الإنتاجية أيضاً.

لذلك، لا تقل أهمية الاعتناء بعقولنا عن العناية بأجسادنا ومراقبتها دوريّاً بحثاً عن علامات الانزعاج والخطر المحتمل.

فالوساوس والمشاعر المكبوتة وغير المعترف بها والتي غالباً ما يتم تجاهلها باعتبار أنها أقل خطراً من الآلام الجسدية الواضحة - هذه المشاعر يمكن أن تقود نحو اضطرابات نفسية خطيرة تؤرق صاحبها وتعطل حياته.

ومن ثمَّ، تقع مسؤولية كبيرة الآن ليس فقط على عاتق المؤسسات التعليمية لتنمية مهارات التفكير والإبداع لدى الشباب منذ بداية المسيرة العلمية لهم وإنما كذلك واجب الأسر والمؤسسات المجتمعية الأخرى برفع مستوى الوعي حول موضوع الصحة النفسية وأساليب رعايتها والحفاظ عليها ضد عوامل الضغط العصبي المختلفة سواء تلك المتعلقة بالحياة الشخصية للفرد وحياته المهنية وما يواجهه فيها من صعوبات ومشاكل متعددة.

إن الاستثمار في تعليم الناس كيفية إدارة عواطفهم والتعبير عنها بصورة سليمة وبناءة سيجنِّب الكثير منهم الوقوع ضحية للحاجة الملحة لإيجاد متنفس لهذه الطاقة المختمرة داخله والتي ربما تأخذ منحنى غير محمود وقد يؤذي صاحبها نفسه قبل الآخرين ممن هم حولَه.

كما أنه جزء مهم جداً ضمن منظومة التربية الشاملة للفرد وأنظمة الدعم الاجتماعي له كي يستطيع تجاوز العقبات بنجاح أكبر وبسلام نفسي أكيد.

لذا فلنجعل رفع درجات الوعي بهذا الجانب أحد أولويات أجندات العمل الحكومية والرسمية بالإضافة لمبادرات القطاعات الخاصة وكذلك مبادرات المواطنين والمقيمين لأنفسهم أيضاَ.

#رجل #ألفت #البشرية

1 Kommentarer