هل تحولت المياه إلى سوق حر أم أنها تبقى حقاً أساسياً؟

في عالم يعتمد أكثر فأكثر على التقدم العلمي والاقتصادي، أصبح موضوع الماء قضية عالمية حيوية.

بينما يتزايد الطلب العالمي على الماء بسبب النمو السكاني والصناعي، تظهر الحاجة الملحة لتغيير طريقة معاملتنا له.

فالماء ليس مجرد سلعة أخرى يمكن شراؤها وبيعها حسب رغبات الأسواق الحرة، بل إنه حق أساسي للجميع.

إن تركيزنا المستمر على التحلية وترشيد الاستخدام قد يكون ضرورياً ولكنه غير كافٍ وحده لحماية مستقبلنا.

يجب علينا الذهاب خطوة أبعد من الحلول المؤقتة والدفاعية.

لقد آن الوقت لإعادة تعريف قيمة الماء وإدراكه باعتباره مورداً مشتركاً يحتاج إلى إدارة عقلانية ومنصفة تضمن الوصول إليه لكل البشر بغض النظر عن وضعهم الاقتصادي.

فلا يمكن السماح بتحوله لسوق مفتوح حيث يتحكم فيه الأغنياء ويُحرَم منه الفقراء.

فهي مسؤوليتنا الجماعية ضمان عدم تحويل مصدر الحياة الأساسي لبشرية الأرض كله إلى منتجات تجارية تباع وتشترى بنظام العرض والطلب.

فلنتخذ إجراء عمليًا وقاطعًا نحو تشريع قوانين صارمة تنظم استخدام موارد المياه الطبيعية وتنظيم أسعار خدمات توزيعها بحيث تستحق جميع شرائح المجتمع الحصول عليها بسعر مناسب وفي متناول الجميع.

فلنبدأ حملات توعية جماهيرية واسعة النطاق تؤكد أهميته للأجيال القادمة ولأثر سوء إدارته حالياً عليهم وعلى البيئة أيضاً.

فعلى الرغم مما يقدمونه من دعم علمي وتقني، فإن العلماء والمختصين يشجعون دائماً على ضرورة وجود رقابة حكومية قوية وضوابط قانونية واضحة لمنع أي شكل من أشكال الاحتكار المحتمل لهذه الثروة الطبيعية الهامة.

وبالتالي، يعد التعامل الجديد المقترح مع إدارة المياه العالمية بمثابة تحدٍ كبير أمام الحكومات والهيئات الدولية لاتخاذ قرارات مصيرية وشجاعة فيما يتعلق بإدارة واستغلال أكبر ثروة طبيعية تمتلكها الكوكب الأزرق.

#والبيع #الأخيرة #انتظارنا #للتوقف