التاريخ كمصدر قوة وتأثير:

هل يمكننا اعتبار التاريخ مصدرًا للقوة التأثير في العلاقات الدولية وفي تشكيل الهوية الوطنية؟

إن دراسة ماضي المملكة العربية السعودية ونجاحاتها الأخيرة في مجال الرياضة والاستثمار الدولي توضح كيف يمكن لاستخدام الماضي كسلاح دبلوماسي فعال.

كما يتضح ذلك أيضًا في قدرتها على التفاوض بشأن أسعار النفط وزيادتها بالتعاون مع الولايات المتحدة وبريطانيا.

وهذه القدرة ليست وليدة اليوم؛ فقد امتلك الخلفاء الأمويون مثل يزيد بن معاوية نفس الذكاء السياسي واستخدام الرواية لحماية مصالح دولتهم.

إذ تشير العديد من سجلات التاريخ إلى أنه كان حاكما ذا كفاءة عالية، وعلى الرغم من الانتقادات السياسية له إلا أنها لا تغير واقع حكمه الحازم وقوته العسكرية وانتشار جيشه حتى بلاد الصين وغربه حتى المحيط الأطلسي.

وهذا مثال آخر يؤكد أهمية فهم السياقات التاريخية لفترة زمنية معينة عند الحكم عليها ومن ثم استخدام الدروس المستفادة منها لصالح المجتمع الحالي.

بالإضافة لذلك، هناك دروس مهمة أخرى مستخلصة من القصص الدينية والمعتقدات الثقافية المختلفة عبر الأزمنة والتي تسلط الضوء بشكل مباشر وغير مباشر على مرونة وصمود الجنس البشري أثناء مواجهة ظروف قاسية.

فعلى سبيل المثال، يعد طلب النبي حزقيال (عليه السلام) منه تناول خبز مصنوع من فضلات بشرية بمثابة اختبار لإيمانه وصلابته النفسية تحت أصعب الظروف المحتملة آنذاك وهو الأمر الذي يعطي دلائل واضحة حول ضرورة المثابرة والإصرار بغض النظر عن صعوبة الوضع وذلك لتحقيق هدف نبيل سامٍ.

أما فيما يتعلق بمثال آخر وهو تقاليد بعض الطوائف المسيحية التي تنطوي على تقديم القرابين باستخدام مواد تبدو مقززة بالنسبة لمعظم الناس حاليًا ولكنه يعتبر نوع مختلف من أنواع التقرب والتعبير عن الحب والخضوع لمبدئ معين لدى البعض منهم.

وبالتالي، تعد جميع هذه الأمور عبارة عن شهادات مؤرخة تصف جوانب مختلفة تتعلق بكيفية تصرف الأفراد داخل مجتمع بشري واحد وكيف ساعدتهم تلك التجربة الفريدة بدورها على تطوير طرق عملية للتكيف والبقاء حيويًا ونمو مهما حدث لهم.

لذلك فهو درس هام لكل فرد يسعى لبناء مستقبل أفضل لأنه يوضح الآثار بعيدة المدى لما قد يحدث نتيجة لاتخاذ قرارات جريئة وشجاعة وحتى لو بدت مخالفة للمعايير العامة المقبولة اجتماعياً.

#اجتماعية #غريبة #والثقافة #يدلل #المصنوع

1 التعليقات