مستقبل التعليم: هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل المعلمين حقاً؟

إن المناقشة الدائرة حول إمكانية استبدال الذكاء الاصطناعي للمعلمين كانت نقطة بداية مهمة لفهم التحولات المستقبلية في قطاع التعليم.

قد يبدو الطرح جريء عند الحديث عن الاستغناء الكامل عن الدور الحيوي للمُدرِّس/المُدَرِّسة واستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي كبديل وحيد؛ حيث إنَّه رغم الكفاءة التشغيلية العالية التي توفرها التقنيات الرقمية المتعلقة بهذا المجال والتي تشمل سرعة نقل البيانات وتخصيص المواد الدراسية حسب مستوى الطالب ومراجعتها بدقة عالية وغيرها الكثير مما يجعل عملية التعلم ذات فعالية أكبر مقارنة بالطرق التقليدية؛ فإن الجانب الآخر لهذه المسألة يتعلق بعامل "الإنسان".

لا شك بأن تأثير العنصر البشري داخل العملية التعليمية له وقع نفسي خاص لدى طلاب المراحل الأولى خاصة أثناء سنوات التكوين المبكرة لهم إذ يحتاج الطفل خلال تلك الفترة لحافز اجتماعي وعاطفي ليتمكن من فهم العالم والثقة بالنفس وبسط رؤاه الخاصة به عبر التواصل والحوار والتفاعل غير الرسمي والذي يعتبر أمر أساسياً لإعداد جيل قادرٍ على التأقلم اجتماعياً وأن يؤدي دوره المجتمعي مستقبلاً بنجاح.

ولذلك تبقى أهمية وجود عناصر بشرية عامل جذب أساسي لكل أولياء الأمور الذين يسعون دوما لرعاية أبنائهم النفسية جنبا الى جنب مع تركيزهم اهتماماتهن نحو تحقيق انجازات علمية مرموقة أيضا .

وعليه وفي ضوء ماتوصل اليه البحث العلمي الحالي بشأن فوائد كلتا الجهتين سواء كانت رقمنة أم موارد اصطناعية مقابل ما يقدمه الطرف الانساني ؛ فان الحل الوسط يبقي الخيار الأكثر سلامة حاليا وهو الجمع بين مزايا كلا النظامين بحيث نضمن بذلك عدم حرمان الاطفال الافادة القصوى منهما ومن ثم تحقيق افضل النتائج المتوازنة للاجيال القادمة .

إن غياب الاسلوب الانساني المرن والطريقة الاحترافية الفريدة لكل معلّم ومعلمه هي عوامل مؤثرة جدا لبقاء الحاجة لوجود الاندماج المشترك لهذا النوع المستقبلي المختلف جذريا عما اعتدنا عليه سابقاً.

لذلك دعونا نقوم باستثمار قوة وكفاءة الذكاء الصناعي جنبا الي جانب بالحفاظ علي لمسه الانسانيه ودفئه الذي يدعم ويحافظ علي صحتنا النفسية والعقلية ، وهذا بالتالي سينتج عنه نظام تربوي اكثر اتزانا وقابلية للإبداع والتطور سويا بإذن الله .

1 Komentari