فسيفساء الأخلاق.

.

هل هي تحفة أم مهملة؟

هل يمكن مقارنة الأخلاق بالأعمال الفنية مثل الفسيفساء وأفلام السينما؟

كلا النوعين يحتاج إلى مهارة ودقة وصبر لخلق شيء جميل ومؤثر.

فالفسيفساء تبدأ بالقطع الصغيرة ثم تتطور إلى صورة كبيرة ذات معنى عميق، وكذلك الأخلاق الحميدة تنطلق من الأفعال اليومية الصغيرة لتكوِّن شخصية قوية وملهمة.

كما تسحرنا الأفلام بقوتها الدرامية وقدرتها على نقل الرسائل الهامة، فإن الشخص ذو الخلق الحسن أيضًا قادرٌ على التأثير وإلهام الآخرين بفعليه الصالح.

لكن ماذا لو كانت القطعات المستخدمة لصنع هذا الفسيفساو سيئة الجودة أو مشوَّشة اللون؟

بالتأكيد ستصبح اللوحة النهائية أقل تأثيراً.

وهذا ينطبق أيضاً على الأخلاق السيئة التي ننشرها يوميًا والتي تؤذي نفسها أولاً ومن حولها ثانيًا.

فكما يهدم التآمر والخداع أي ثقة وجمال بين الأشخاص، كذلك يقضي الإسراف وعدم احترام القيم المجتمعات الرائعة ويبدل مكانتها بمكانات مليئة بالأحقاد والاستياء.

لذلك علينا جميعًا كمجتمع بشري مسؤول أن نسعى نحو بناء هذا الفسيفساء الأخلاقي بعيدًا عن الأخلاق الذميمّة ونحافظ عليه لما فيه خير الجميع واستقرار العالم الحديث.

#قالب

1 注释