الانغلاق الحضاري.

.

هل هو نتيجة حتمية للتغير التقني السريع؟

في ظل عالم يتلاشى فيه الخط الفاصل بين الواقع والرقمي، وبين الماضي والمستقبل، يبرز سؤال جوهري: إلى أي مدى تؤثر ثقافة الانغلاق العقلي والانعزال الفكري على مستقبلنا كأفراد ومجتمعات؟

قد يجادل البعض بأن التطور التكنولوجي يدفعنا نحو مزيدٍ من الترابط والشمولية، لكن الحقائق تشير إلى عكس ذلك تمامًا.

فعلى الرغم من سهولة التواصل وانتشار المعلومات، إلا أن معظمنا أصبح أسير فقاعات معرفية مغلقة، تتسم بالاحتكاك الضئيل بين وجهات النظر المختلفة.

وقد أكدت الدراسات العلمية الحديثة أن وسائل التواصل الاجتماعي تعمل غالبًا كمسرع لهذا الانغلاق بدلًا من فتح آفاق واسعة للمعرفة والتسامح.

إذا كانت الشبكات الاجتماعية هي "واجهة" هوياتنا كما ذكر نص سابق، فلابد وأن نواجه مسؤولية أكبر تجاه كيفية استخدامها.

إن اختيار متابعة الصفحات التي تثبت آرائنا فقط وسياسات الموقع المصممة لخلق انحياز خفي تقوم بتغذية سلبية لمعتقداتنا الخاصة تسمم نقاشاتنا العامة وتشوه رؤيتنا للواقع الموضوعي.

وهذا بالضبط سبب ضرورة البحث المتعمد للمحتوى المختلف والذي يتعارض مع مفاهيم أساسية لدينا حتى لو بدا مؤلما وغير مريح خلال البداية.

فهو يحث عقولنا على العمل بصورة أفضل ويوسع مداركنا ويزودنا برؤية شاملة لمختلف جوانب القضية الواحدة مما يجعل القرارات الأكثر ذكاء واتخاذ إجراءات مدروسة مبنية علي حقائق وليس مجرد افتراضات سطحية.

في النهاية ، سواء كنا متقبلين لمعلومات جديدة ومشجعين عليها أم رافضين لها وعدائيين؛ سواء اختارت مسارك طريق الاستسلام لأنظمة الاعتقادات الراسخة والعناد ضد الآراء المخالفة لك؛ ستصبح النتيجة واحدة وهي زيادة الهوة وانقطاع الصلة بالعالم الخارجي وما يمثله من فرص بلا حدود أمام عينيك دوما .

لذلك دعونا نسأل انفسنا: كم مرة نشرت رأيا مختلفا اليوم ؟

وإلامَ وصل بك مستوى تحديث معلوماتك ومراجعتها باستمرار لتضمن عدم الوقوع اسيرا لفكرة واحدة جامده ؟

#فهم #تلعب #والعاطفة #التجارب #أمية

1 Comments