" باعتبارنا بشرًا نتصارع مع تحديات الحياة اليومية، غالبًا ما ينصب تركيزنا على إدارة وقتنا بكفاءة لتحقيق أقصى استفادة منه.

ومع ذلك، هل هذا النهج التقليدي للإدارة الزمنية مناسب للعصر الرقمي الحالي حقا؟

بينما يبدو الأمر وكأن لدينا ساعات أكثر لتنظيمها، إلا أنها مليئة بالمشتتات التي تبعدنا عن أولويتنا الأساسية - وهي تحقيق النتائج المرجوة.

" إن الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا قد خلق بيئة متطلبة بشكل مستمر حيث يكون الانتباه مقسم بين عدة مهام مختلفة وفي نفس الوقت.

إن مفهوم "إدارة الوقت"، كما عرفناه سابقا، لم يعد ذا جدوى لأن الوقت نفسه أصبح مورد محدود مقارنة بتعدد المسؤوليات والاشتراطات الأخرى المرتبطة به.

لذلك فإن تحول منظورنا نحو فهم أفضل لكيفية استخدام وقتنا والاستفادة القصوى مما تبقى لنا بعد الاستهلاك الدائم لاحتياجات الآخرين أمر ضروري للغاية للمضي قدمًا بنجاح وفعالية أكبر داخل عالم سريع التغير ويتطلب مرونة عالية للتكيف معه باستمرار.

" وفي حين يعتقد البعض بأن الذكاء الاصطناعي سيقوم بدور مهم جدا مستقبلا فيما يتعلق بتوفير التعليم الشخصي والمخصص لكل طالب حسب قدراته واحتياجاته الخاصة، فإنه أيضا سيؤثر بلا شك علي طريقة عمل المدرسي والمعلمين الذين سيدركون ضرورة تطوير مهاراتهم لإيجاد طرق مبتكرة ومثمرة للاستخدام الأمثل لهذه الأدوات الحديثة والتي ستصبح حلقة وصل أساسية تجمع بين العالمين الافتراضي والحقيقي وتفتح آفاق واسعة أمام مستقبل تعليمي مختلف جذرياً عما اعتدناه سابقاً.

ومن هنا تأتي أهمية التأكيد مرة أخري علي أنه بالإضافة إلي توفير البيئات المثالية للتعلم باستخدام تقنيات حديثة كالذكاء الصناعي وغيرها الكثير فقد بات من الضروري أيضاً تنمية القدرة لدي المتعلمين علي تطبيق تلك العلوم نظرياً وعملياً وذلك عبر تشجيعه وتشجعيه علي القراءة خارج نطاق المقرر الدراسي وكذلك حفزه دائماً علي طرح الأسئلة والتساؤلات حول كل أمر يريد معرفته بصرف النظر سواء كانت متعلق بموضوع دراسي معين ام موضوع عام لا علاقة له بما يدرسه حالياً.

فالقدرة علي البحث الذاتي والاستقلالية هما مفتاح نجاحنا وتميزنا مهما تغير العالم المحيط بنا وسواء كنا طلبة أم معلمين ام موظفين عاديين نسعى جميعاً للحفاظ علي مكانتنا ضمن سباق الحياة السريع.

"

#outdated