الثورة الصناعية الرابعة.

.

والإنسان "المُربى" داخل غرفة البيانات

لقد غيرت التطورات التكنولوجية جذريا مفهوم التعليم التقليدي وفتح آفاقا جديدة للتواصل وتبادل المعرفة والخبرات العالمية لحظة بلحظتها.

لقد أصبحت مصادر التعلم متاحة بسهولة وبدون قيود مكانية وزمانية مما يسمح للمتعلمين بتخصيص رحلتهم العلمية حسب اهتمامات وقدرات كل فرد منهم.

ومع ازدهار منصّات الذكاء الاصطناعي الآلية ودخول روبوتات الدردشة GPTs لمجالات متعددة بما فيها المجال التربوي والتعليمي, اكتسب المتعلمون حاليا القدرة علي تصميم برامج تعليمية مخصصة تناسب احتياجاتهم الخاصة تحت اشراف مرشد بشري يقدم الدعم اللازم عندما يدعو الحاجة له وذلك من أجل تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات واتخاذ القرارات الصائبة وغيرها الكثير والتي تعد ضرورية جدا لسوق عمل المستقبل الذي يتجه نحو المرونة والاستجابة السريعه للمواقف المختلفة والمتغيرة باستمرار خصوصا تلك المتعلقة بتقنية المعلومات والثوره الرقمية.

هل ستكون الغرفه الصفيه هي المصنع التالي للبشر ؟

!

أم أنها سوف تشهد تحولا جذريا لتصبح مكانا أكثر حيوية وفعاليه ؟

بالتأكيد سيظل للمعلم دور فعال مهما تقدم الزمن إلا ان دوره سيتغير نوعياً كي يواكب روح العصر الجديد وسيتحول إلي مدرب ومشجع ومدير عمليات تعليميه بدلا من كونه مصدر الوحيد للمعلومات .

إن العالم اليوم بحاجة ماسّة لإطلاق العنان للإبداعات الكامنة لدى أبنائه عبر اتاحه الفرصه لهم لاستثمار قدراتهم الذهنية والفكرية فيما يفيد المجتمع ويساهم بتقدمه ورقيه وهذا الدور يقع علي عاتق الأنظمة المؤسساتية والهيكل التنظيمي للمؤسسه التعليمية نفسها من حيث تحديث مناهجها واستخدام الوسائل التعليمية الحديثة والقائمة علي تكنولوجيا المعلومات بالإضافة الي تطوير اسليب التدريس المستخدمة حاليا لجعل العملية التعليمية أكثر جاذبية ومتعة وشيقا للطالب ومن جهة أخري فان الطالب نفسه يتحمل عبء المشاركه والرغبه الداخلية بالتغيير والتطلع للمستقبل بأعين مفتوحه وآمال كبيرة وأهداف سامية قابله للإنجاز والتطبيق العملي الواقعي .

في الختام ، لا يوجد حل سحري واحد يناسب الجميع ؛ فالجميع يعيش تجربته الخاصه سواء كانت ايجابيه ام سلبيّه ولا يوجد طريق مختصر لتحقيق النجاح والإتقان سوى الاجتهاد والصبر والثقه بالنفس واحترام الآخرين والاستماع للنصح والعبره مما يحدث حولك يوميا وكذلك قبول الاختلاف والتسامح معه لأن اختلاف الأراء أمر محمود اذا اعتمدنا أسلوب المناقشه الهادفه المبنيه علي أسس علمية سليمه بعيدا عن الشخصنه والتجريح الغير لائق والذي يؤدي غالبا الي نتائج عكسية وغير منتظره وقد قال الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم : «إنَّما النَّاسُ قَدْ اختَل