هل تنتمي الموسيقى إلى المستقبل أم الماضي؟

في زمنٍ سريع التغير، حيث تقاطع التقنيات الرقمية حياتَنا اليومية وخلقَتْ واقعًا افتراضيًا متناميًا، أصبح من الصعب تحديد مكانة الموسيقى القديمة والعظيمة في معادلة التقدم البشري.

بينما يرى البعض أنها أصبحت محض جسرٍ نحو مشاركة عميقة مع الآخرين، يقترح آخرون بأن فعاليتها في تحقيق تغيير اجتماعي وسياسي باتت محدودة مقارنة بآليات أخرى أكثر تأثيرًا وشمولا.

ومع ذلك، فإن السؤال الأكثر أهمية والذي يستحق المناقشة المركزية هو: ماذا لو كانت الموسيقى أكثر بكثير مما اعتقدناه سابقًا؟

الموسيقى.

.

لغةٌ لا حدود لها إذا نظرنا إليها باعتبارها نسيجًا ثقافياً حيويًا، فالقدرة الفريدة للموسيقى على تجاوز الحواجز الاجتماعية والاقتصادية والجغرافية تجعل منها وسيلة مثالية للتواصل العميق والإلهام العالمي.

فهي وسيلة لإعادة تعريف الهويات الشخصية والجماعية، وتعزيز الوعي بقضايا العدالة والمساواة، وحتى دفع عجلة البحث العلمي والابتكار!

هل يمكنك تصور مدينة خالية من الأصوات؟

بدون أغاني الحب والأمل والنضال.

.

.

ربما ستكون تلك أرض صماء باردة، تخلو من دفء العلاقة بين الناس ومن لهب الحرائق الداخلية لكل فرد تسعى دائما لتجد طريقها للخارج لتضيء درب الغد.

لذلك عندما نطالب بإزالة الموسيقى من جدول أعمال الثورات الحديثة، نحن نشطب أيضاً فرصة الوصول إلى قلوب ملايين الأشخاص ممن لن يؤثر عليهم الخطاب السياسى ولا حتى الاعلانات التجارية المكثفة.

بالإضافة إلى كونها قناة اتصال مباشرة للغاية، تتمتع الموسيقى أيضًا بقدرتها الخاصة على خلق تغيير جذري طويل المدى وذلك عبر زرع بذرة جمال عميق لدى جمهور متنوع ومتزايد يوميًا.

فهناك العديد من الدراسات النفسية الحديثة المؤكدة على التأثير العلاجي والاسترخائي لهذه الفنون والتي ثبت أنها تساعد المرضى عقليا وجسديًا مما يعكس مدى ارتباط الصحة العامة بالسعادة الداخلية للأفراد وهو أمر مهم جدا اليوم وفي المستقبل أيضا.

وفي النهاية، تبقى الموسيقى رابط وصل أساسي بين مختلف طبقات الشعب الواحد وبين الشعوب المختلفة كذلك.

وهي مفتاح لفهم تاريخ المجتمعات وتحليله واستقاء الدروس منه لبناء حاضر ومستقبل أفضل وأكثر انسجامًا وسلامًا.

فلا تقلل أبدًا من قيمة فن خالد قادر دومًا علي إعادة اكتشاف نفسه وفق احتياجات عصره وظروفه المتغيرة باستمرار.

1 التعليقات