مستقبل التعلم مدى الحياة: تكيف مستدام في عصر متغير سريعًا تتسارع وتيرة التغييرات التي تشهدها حياتنا المهنية والشخصية والعالم المحيط بنا بوتيرة غير مسبوقة تقريبًا بسبب العولمة الرقمية وصعود الذكاء الاصطناعي وغيرها من القوى المؤثرة الأخرى.

ولمواجهة مثل هذه البيئة المضطربة والحفاظ عليها كمصدر للإبداع والازدهار بدلا من الارتباك والسلبية نحتاج لمفهوم مختلف جذريا عن العملية التربوية التقليدية التي اعتدناها منذ عقود مضت والتي كانت تقوم أساسيتها علي اكتساب مجموعة محدودة نسبيا للمعارف طيلة سنوات تعليمية ثم الانتقال بعدها لسوق العمل بغرض التطبيق.

بدلا لذلك بات مفهوم "التعلم مدى الحياة" ضروري لكل منا فهو يتعلق بتكوين عقل قادر دوما علي التعلم مجددا واستيعاب الجديد مهما بلغ عمره وخبراته وذلك عبر وسائل متعددة ومتنوعة تناسب اهتمامات واحتياجات مختلفة لكل فرد حسب ميوله وطاقاته الذهنية والجسدية أيضا نظرا لقيمة الصحة النفسية والبدنية للعقل البشري نفسه أثناء القيام بعملية تعلم فعالة منتجة .

كما أنه بالإضافة لما سبق ذكره هناك جانب مهم للغاية يتمثل فيما يسمونه البعض بمحو الأمية الرقمية وهي مقومات أساسية لاستخدام الإنترنت ومنصاته المختلفة بحكمة وبدون خوف مما يتردد عنها انها ستستبدلنا بدورنا الوظيفي وهذا الكلام فيه مغالطات كبيرة إذ أنها لن تأخذ الدور بل هي أدوات مساعدة لنا بشرط فهم كيفية استخداماتها بصورة صحيحة وضبط سلوكياتي عند التعامل بها وكذلك اختيار المصادر العلمية والمعرفية الجيدة والصحيحة لما لها تأثير مباشر عميق علي تشكيل رؤانا وفهما للنظام العالمي الحالي والمتوقع مستقبلا.

ختاما يمكن القول بأن صناعة بيئات متوازنة تجمع ما بين حرية الاختيار الشخصي وتقديم فرص متنوعة مناسبة للفئات العمرية المختلفة أمر ليس سهلا ولكنه ممكن ويمكن تسريع عجلة التقدم العلمي والفكرى لدينا إذا وضعناه ضمن الأولويات الوطنية للدولة جنبا إلي جنب بالجانبان الاقتصادي والتكنولوجيا لأنه جميعا يشكلون مثلث التكامل الوطني والذي بدوره سينتج عنه قوة دولتنا داخلا وخارجيا.

#3921#4135#4569#4897

#لحياة #ساحة #الجمع

1 Kommentarer