السلام المفقود: هل الغياب أقوى من الحضور؟

في مناخ سياسي متقلب، غالبا ما تُعتبر مشاركة جميع الأطراف ضرورية لحل أي نزاعات سلميا.

لكن أحيانا، قد يحمل الغياب رسالة قوية أكثر!

تخيل سوريا مضطرة لسحب قواتها من لبنان بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق؟

هذا الانسحاب أجبر اللاعبين الإقليميين والعالميين على إعادة النظر في حساباتهم ودفع المزيد باتجاه تسويات محتملة كانت مستبعدة سابقا.

وبالمثل، فقد دفع قرار الرئيس الأمريكي السابق ترامب بسحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا فجأة روسيا للمضي قدمًا بسرعة أكبر وفعل المزيد لدعم نظام الأسد هناك - وهو أمر ربما كان سينتج عنه تحالفات مختلفة لو بقيت الولايات المتحدة موجودة عسكريًا بنفس المستوى.

وهكذا، فالغياب ليس دائما سلبيًا ولا يعني بالضرورة ضعف الطرف الغائب.

فهو يشكل نوع مختلف من الديناميكية ويتيح الفرصة أمام طرف ثالث ليتقدم ويملئ الفراغ السياسي الناتج.

وبالتالي، فإنه يقدم احتمالات متعددة ويمكن اعتباره عنصرًا فعالا في معادلة صنع القرار الدولي المعقدة.

إنه لأجل تلك الدلالات المجازية التي تحملها كلمة 'الغيبة'، والتي يجعل منها موضوع يستحق النقاش العميق والفحص الدقيق.

بالنسبة للأفراد أيضًا، فإن اختيار الابتعاد مؤقتًا يمكن أن يوفر منظوراً جديداً ومختلفاً للأشياء.

مثلاً، خلال فترة الكوارنتينا الخاصة بكِ، اكتشاف هوايات وطرق جديدة للمعرفة فتح أمامك آفاق لم تكن موجودة قبل ذلك الوقت العصيب.

ختاما، فالغياب ليس فقط حالة جسدية لفراغ مكان ما ولكنه رمز لقيمة المساحة الفارغة نفسها وما يمكن ملؤها بها ومدى تأثيراتها البعيدة المدى.

.

.

#الأحيان #انتقال

1 نظرات