أزمة الثقة في النظام التعليمي والنزعة نحو الاعتماد الزائد على التقنية

بالنظر إلى النقاش الدائر حول مستقبل التعليم وتأثير الذكاء الاصطناعي عليه، يبدو جليا الحاجة الملحة للتساؤل: هل أصبحنا نعتمد بشكل مخيف على الآلات لتحقيق غايات تعليمية كانت ذات يوم مسؤوليتنا المشتركة كمجتمعات بشرية مترابطة؟

إن التحولات الرقمية المتلاحقة التي نشهدها اليوم قد تؤدي بنا إلى فقدان بعض القيم الأساسية التي جعلتنا بشراً، مثل التواصل الفعال والتفاعل الاجتماعي الحقيقي والمعرفة المبنية على الخبرة والحكمة المتراكمة عبر الزمن.

فما بالنا إذا بدأنا نستبدل المعلم البشري بروبوت قادر فقط على تقديم المعلومات وليس نقل المشاعر والقيم المرتبطة بها!

نعم، لقد وفرت لنا تقنيات الذكاء الاصطناعي طرقاً مبتكرة وفعالة لتخصيص تجربة الطالب وزيادة كفاءة العملية التعليمية، لكن هل ثمن ذلك خسارتُنا للبشرية داخل حجرة الدراسة نفسها؟

أمْ آن الوقت لأن نفكر بجدية أكبر فيما يعنيه الأمر عندما نعطي «زمام الأمور» لهذه الأنظمة الآلية والتي تعمل وفق خوارزميات مصممة وفق رؤى وأهداف مختلفة عمّا نصبو إليه نحن كأساتذة ومعلمين ومربيين؟

إن سلامة وصحة قطاع التعليم تتوقف أيضاً - بل ربما أكثر - على ضمان وجود عنصر بشري حيوي فيه حتى وإن اختفت بعض المهام التقليدية للمعلمين بفعل تقدم العلوم والتكنولوجيا الحديثة.

فلنتذكر دائما بأن الهدف النهائي لأي نظام تعليمي صحّي وسليم اجتماعياً وثقافياً هو تنمية الإنسان وإعداد جيلا واعيا قادرا على مواجهة التحديات المستقبلية بكل حيوية وانتماء لوطنه ولإنسانيته قبل كل شيء آخر.

#سطح #تأثيرات #المراجعين #6667 #وسياسية

1 التعليقات