هل يمكن لتطبيق تقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي أن يعيد تعريف العلاقة بين المعلمين وطلابهم؟

قد يكون لدينا الآن الفرصة للجمع بين فوائد البيئة الصفية التقليدية وبين مزايا التعليم الرقمي التفاعلية.

ربما يتوجب علينا التركيز على تطوير أدوات رقمية مصممة خصيصاً لدعم التجربة البشرية في عملية التعلم بدلاً من استبداله بها تماماً.

بهذه الطريقة، نستطيع الحفاظ على الدفء البشري والثراء العاطفي بينما نقدم للطالب تجارب تعلم مخصصة وغامرة تستغل قوة البيانات الضخمة وخوارزميات التعلم العميق.

وهذا يعني توفير الدعم لكل طالب حسب احتياجه الخاص وتوفير مرونة أكبر للنظام التعليمي ليكيف نفسه وفق تقدم كل فرد.

لكن السؤال المطروح هو: هل يوجد خطر خفي بأن نصبح تحت رحمة هذه الأنظمة التي تصمم لنا برامج تعليمية مبسطة جدا بحيث أنها تقلل من أهمية التدريس العملي (hands-on) وأوجه أخرى مهمة مثل التعاون الاجتماعي ونمو الشخصية؟

بالتالي فإن الأمر يتعدى مجرد البحث عن طرق مبتكرة للاستخدام النفعي للتقنيات الحديثة؛ بل إنه يدعو أيضا لاتخاذ قرارات مدروسة فيما يتعلق بكيفية دمج تلك التقنيات في عالم حقيقي مليء بالمشاكل الأخلاقية والقضايا الاجتماعية.

وهنا تبرز الفرصة الذهبية لمراجعة شاملة للمناهج الدراسية بما يؤهل الشباب لسوق عمل متغير باستمرار وللحياة نفسها والتي تتطلب مجموعة متنوعة من المهارت كالتواصل الفعال وفهم الآخر وحل النزاعات وغيرها الكثير مما يصعب قياسه وتقويمه دوماً.

وفي النهاية، هل سيكون المستقبل القريب شاهداً على ظهور نوع جديد من المؤسسات التعليمية حيث يلعب فيها الروبوت دوراً غير مباشر كمعلم مساعد يقوم بتحليل بيانات الطلاب ومساعدتهم في تحديد أفضل المسارات لهم مستقبلاً؟

أم سيظل الدور المركزي للمعلم البشري ثابتا رغم كل شيء لأنه الوحيد القادر على نقل قيم ومعارف خارج نطاق القدرات الرقمية حالياً!

تبقى هذه الأسئلة مفتوحة أمام المزيد من الدراسة والنقاش العميق حول مستقبل التعليم وما إذا كانت هذه التقنيات قادرة حقاً على صنع فارقا جذريا فيه أم أنها ستضيف بعض اللمسات الصغيرة عليه فقط.

.

.

1 Komentari