الثورة القادمة: هل يمكن اعتماد "الأخلاقيات الرقمية" كمعيار أساسي لتطور الذكاء الاصطناعي؟

إن الحديث عن الذكاء الاصطناعي وأثره العميق على حياتنا اليومية أصبح أمرًا ضروريًا لم نعد نستطيع تجاهله بعد الآن.

ومع ذلك، فإنني أقترح تجاوز مفهوم "التنظيم الصارم" وحديثه حول حماية الخصوصية وحقوق المرضى والتوصيات القانونية وضرورة وجود تشريعات رادعة.

.

.

إلخ.

فكل تلك الأمور مهمة بلا شك ولكن ربما آن الآوان لنضع أساسا متينا تتمحور حوله هذه المناقشة وهو ما يمكن تسميته بـ"الأخلاقيات الرقمية".

فلنفترض لحظة واحدة أن كل الشركات العاملة في مجال تطوير الذكاء الاصطناعي والنظم الآلية تقوم بتوقيع اتفاقيات عالمية تنضم إليها تحت مظلة منظمة دولية موحدة، بحيث يتم الالتزام فيها بمجموعة محددة وصارمة من المبادئ والقواعد الأخلاقية المتعلقة باستخدام البيانات الشخصية والخوارزمية والشفافية ومسؤولية تقديم المعلومة الصحيحة والدقيقة وما إلى ذلك.

عندها فقط ستصبح هناك رقابة ذاتية فعالة بالإضافة لدور الجهات الحكومية والرسمية الأخرى مما يساهم بشكل كبير جداً في بناء قاعدة راسخة ومتينة لهذا المجال الجديد والذي سيغير العديد من جوانب الحياة البشرية للأبد كما هي حالياً.

وهذا الأمر سيفتح الباب أمام الكثير من الفرص المثمرة والمجزية والتي سوف تغير الطريقة التقليدية لرؤيتنا للعالم الحالي.

وفي المقابل ستقلل أيضاً من المخاطر والاحتمالات الغير محمودة الناتجة عن أي تدخل بشري سلبي أثناء عملية التطوير والتطبيق لهذه التقنيات المتنامية باستمرار وسرعة فائقة.

لذلك أدعو الجميع لإطلاق حملة عالمية مناصرة لفكرة وضع أسس أخلاقيات رقمية واضحة وشاملة تغطي جميع جوانب استخدام الذكاء الاصطناعي مستقبلاً، وأن نعمل جميعاً بالتوازي جنباً إلي جانب لتحويل هذا الحلم إلى واقع عملي مؤثر.

#التقدم

1 التعليقات