نحو تجديد فهمنا للصلاة والفرق بين المؤمن والمسلم

في هذا المقال سنغوص أكثر في الأبعاد العميقة لأداء الصلوات وفهم الفرق الأساسي بين مصطلحي "المؤمن" و"المسلم".

غالبًا ما يتم استخدام هذين المصطلحين بشكل متداخل وقد يؤدي سوء الفهم حولهما إلى نقص عميق في تطبيق تعاليم ديننا الحنيف.

الصلاة ليست فقط مجموعة حركات بدنية بل إنها انعكاس لحالتنا الداخلية أمام خالق الكون؛ فهي تتضمن التركيز الكامل والعزم المتجدد ليصبح المرء عبدًا حقّا لله سبحانه وتعالى.

عندما نقيم الشعائر الدينية فإن هدفنا الرئيسي يكمن في التواصل مع الرب وليس مجرد القيام بحركات روتينية يومية.

وهذا يعني ضرورة وجود نية صافية وقلبا خاشعاً أثناء تأدية الفرائض اليومية.

وهنا تبرز أهمية الجهاد ضد الذات لإزالة العقبات مثل الغرور وانعدام الثقة بالنفس والتي قد تقود لفقدان دوافع الطهارة والقرب من الله عز وجل.

لذلك يجب علينا جميعا البحث باستمرار لمزيد من المعرفة والمعلومات لتوجيه خطواتنا نحو الطريق الصحيحة والسلوك الحسن مما يقرب المسافة بنا وبين رب العالمين جل وعلى.

ومن جانب آخر فيما يتعلق بمفهومي المؤمن والمُسلِم فقد أصبح الكثيرون يعتقدون خطئا بأن كلا اللفظان مترادفان بينما لكل منهما مدلولات مختلفة قليلا حسب السياقات المختلفة داخل الكتب المقدسة والفقه الإسلامي التقليدي.

يشير مصطلح (مُسْلِم) إلي الشخص المنتمي لدين الإسلام والذي يؤمن بوحدانية الخالق واتِّبَاع سنة الرسول المصطفى ﷺ ، أما كلمة( مؤمين)، فتصف حالة اليقين الراسخة لدى صاحبها تجاه عقيدة الإسلام وما جاء فيها منذ بداية الخليقة وحتى قيامتِها وذلك بالإقرار المطلق بعظمة وقدرة الباري جل جلاله واستقبال رسالة السماء الأخيرة عبر سيد البشر وخاتم الانبياء c محمد بن عبدالله ﷺ .

لذلك فالبعد الأول يعتبر مرحلة أولى للإشراك الرسمي ضمن جماعة مسلمة بينما الثاني يمثل مستوى رفيع للغاية من التقوى والإخلاص ويعتبر شرط لقبول أعمال الانسان عند مولاه الحق سبحانـه.

ولذلك فلابد ان نسعى دوما للتطور والتقدم روحيانيا إضافة لاستمرارية طريقتنا الحسنه بالفعل والكلام حتى نحقق رضوان الله عزوجل ونبلغ الدرجات العليا يوم لقياه.

1 注释