مستقبل العمل: هل سنصبح شركاء أم مُستبعدين؟

مع تقدم التكنولوجيا واستمرار ثورتها الصناعية الرابعة، يزداد الحديث عن تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل ومفهوم الوظائف كما عرفناها لعقود مضت.

وفي حين يحمل البعض الآمال بحلول مبتكرة وزيادة الإنتاجية والكفاءة، يخشى آخرون من تبعات ذلك اجتماعياً، حيث قد تستبدل الروبوتات العديد من المهام التي يقوم بها البشر حاليًا، مما يؤدي لفقدان ملايين الوظائف ويحدث اضطرابات كبيرة في سوق العمل.

لكن السؤال المطروح الآن: هل سيكون هذا التحول نقطة نهاية لوضعنا الوظيفي الحالي، أم بداية لشكل مختلف تمامًا للعلاقات الاقتصادية والمعرفية بين البشر والتكنولوجيا؟

وهل سيتسبب في مزيدٍ من اللامساواة الاجتماعية والتفاوت الاقتصادي، خاصة إذا لم يتم تنظيم عملية الانتقال لإعادة تأهيل العمال وتوجيههم نحو قطاعات جديدة تحتاج خبرات بشرية؟

باختصار، المستقبل الوظيفي مرهون بقدرتنا الجماعية على تبني نهج تعاوني يسمح بالإبداع البشري بجانب قوة الحاسوب بدلاً من استبعاده تدريجيًا.

وهذا يعني تعليم الشباب المهارات الملائمة لعصر المعلومات الرقمي الجديد، وتشجيع الشركات على الاستثمار في برامج تنمية رأس المال البشري لديها.

ومن الضروري أيضا وضع قوانين وسياسات تحمي حقوق العاملين ضد أي تسريح جماعي عشوائي جرَّاء اعتماد المؤسسات المكثفة على آليات التشغيل الآلية.

بهذه الطريقة وحدها يمكن ضمان تحقيق عدالة أكبر في توزيع فوائد التقدم العلمي وعدم ترك أحد خلف الركب.

1 التعليقات