مستقبل العمل والتعليم في عصر الذكاء الاصطناعي: هل سيصبح الإنسان "متطفلا"؟

مع تزايد اعتماد الشركات الصغيرة والمتوسطة (SMEs) على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءتها وتوفير تكاليف التشغيل، فإن السؤال الذي يبرز بشكل متزايد هو: ما هي الآثار المترتبة على سوق العمل والقوى العاملة البشرية؟

نفس الشيء بالنسبة لمؤسسات التعليم العالي؛ حيث يتم تسريع التحول الرقمي، مما يثير مخاوف بشأن فقدان التجارب القيمّة مثل التواصل البشري والمشاركة المجتمعية.

إذا أخذنا خطوة أخرى إلى الخلف ونظرنا للمستقبل القريب جدًا - عندما تصل هذه التقنيات إلى مرحلة ناضجة من التطوير وقادرة على القيام بمهام أكثر تعقيدًا مما تقوم به حاليًا – كيف سيكون شكل العالم حينذاك؟

هل ستصبح المهارات التقليدية عفا عليها الزمن ويحل محلها مهارات جديدة مرتبطة بتوجيه واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي والإشراف عليها؟

وإلى أي مدى سينحسر دور العنصر الانساني ليقتصر فقط كمشرف خارجي لأعمال الروبوتات وأنظمة التحكم الآلية.

وفي المقابل، ماذا عن قطاعات الخدمات والشؤون الإجتماعية وغيرها الكثير ممن لا زالو يعتمدون كثيرا علي العنصر البشري ومهارات التعامل الإنسانية الخاصة بالإنسان؟

إن كانت هناك حاجة ملحة لإيجاد حلول لهذه الأسئلة الآن فالجواب أنها مسالة وقت قبل ان تواجهنا جميعاً.

ربما يحين الوقت كي نبدأ بالتساؤلات الجادة والصريحة حول كيفية ضمان بقاء الانسان جزء فعال ومساهم مهما كانت درجة تقدم التكنولوجيا مستقبلاً، وكيف سنضمن عدم تحوله لشخص 'ثانوي' أو حتى 'متطفِلٍ'، خصوصا وان العديد من المهن التي نشأت منذ عقود وحتى قرون مضت بدأت بالفعل تختفي بسبب استخدام الالات والروبوتات الحديثة والتي تقوم بنفس المهام وبدقة اعلي وكلف اقل بكثير مقارنة بالأجر اليومي للعامل.

كما انه من الضروري ايضا البحث دوماً بموازاه ذلك عن طرق مبتكره لصنع اعمال ووظائف جديده غير موجودة حالياً لاستيعاب المزيد من الطاقات البشرية الشابه الواعده ولضمان الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي الكافي لكل فرد ضمن المجتمع الواحد.

الحلول ليست بعيدة، لكن الأمر يتطلب رؤيه مستقبيله وصناع قرار واعين قادرون علي اتخاذ القرارت الصحيحه لاتمام عملية الانتقال الهائل نحو المستقبل الجديد بثقه وثبات.