في ظل التحولات المتلاحقة بالعالم الرقمي وتأثيراتها العميقة على مختلف جوانب حياتنا اليومية، يبرز دور التعليم كركيزة أساسية لبناء المستقبل القائم على الابتكار والتفكير النقدي المسؤول.

إن اعتمادنا المكثّف على الذكاء الاصطناعي في المجال التربوي ينبغي أن يقابله وعيٌ كامل بالتحديات المصاحبة لهذا النهج الجديد.

فبالإضافة لفوائده الكبيرة في تسهيل الوصول للمعرفة وتقريب المسافات التعليمية، تكمن المخاطر أيضا في احتمالات إساءة استخدام بيانات المستخدمين وانتهاكات خصوصيتهم بالإضافة لتزايد هيمنة المؤسسات الضخمة المتحكمة بهذا المجال.

لذلك بات ضرورياً العمل جنباً إلى جنب لمراقبة وضبط مسار تطور هذه الأدوات حتى تبقى أدوات مساندة للإنسان وليست بديلاً عنه.

وفي نفس الوقت، تحتاج الأنظمة الأكاديمية لإعادة تصميم مناهجها بحيث تزود طلاب القرن الواحد والعشرين بمهارات تقييم مصادر المعلومة وتحليل الحقائق بشكل علمي ودقيق.

فهذه القدرة الذهنية الحرجة ستكون سلاح الطالب الأول أمام موجات التضليل المنتشرة عبر الشبكات العنكبوتية.

ولا شك بأن تحقيق ذلك يتطلب تعاون جميع القطاعات المجتمعية بدءاً بالمؤسسات الحكومية مروراً بالأطر القانونية وانتهاءاً بدور الأسرة الأساسي في غرس ثقافة البحث العلمي لدى النشء منذ الصغر.

وبالتالي فسيكون تعليم المستقبل مزيجاً متوازناً بين قوة الآلة وحكمة الإنسان.

1 Kommentarer