في عالم اليوم الرقمي المتسارع، حيث تتداخل الحدود بين الواقع والعالم الافتراضي، يبدو الأمر وكأننا فقدنا البوصلة نحو فهم حقيقي لما يعنيه أن يكون لدينا وجود اجتماعي صحي ومتوازن.

بينما تقدم لنا الشبكات الاجتماعية فرصة للتعبير عن أنفسنا ومشاركة تجاربنا، إلا أنه ينبغي علينا أيضا الانتباه إلى كيف يمكن لهذا العالم الافتراضي أن يؤثر على تقديرنا لذواتنا وصورتنا الذاتية.

عندما نقارن حياتنا بحياة الآخرين كما تبدو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، غالبا ما نشعر بالإحباط والإحباط بسبب عدم تحقيق نفس مستوى الكمال الظاهر.

ومع ذلك، قد تغيب عنا حقيقة مفادها بأن معظم الأشخاص يقدمون أفضل نسخة مصقوله عن أنفسهم على الإنترنت وليس الصورة الحقيقية والمتوازنة لكل جوانب الحياة.

وبالتالي، فقد أصبح من الضروري جدا تطوير وعينا بهذا الجانب غير الواضح والاستخدام المسؤول للمنصات الرقمية لتجنب الضغط النفسي الزائد والقلق الناتج عن المقارنات المستمرة وغير العادلة.

بالإضافة لذلك، تعتبر المدارس مؤسسات أساسية لبناء الشخصيات الصحية اجتماعيا وتنفيذ مهام التربية.

وفي عصر التكنولوجيا الحالي، يبرز دور المدارس بشكل أكبر لتدريس الطلاب كيفية التنقل الآمن والفعال ضمن المساحة الرقمية بالإضافة إلى التركيز على القيم الإنسانية الأصيلة والتي تشكل جوهر التفاعلات البشرية الحقيقية خارج نطاق الشاشات.

وهنا يأتي دور المعلمين والمرشدين التربويين لإرشاد الأطفال ليصبحوا أشخاص قادرين على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن استخدام الوسائط الجديدة بما يحقق لهم التمتع بالحياة العملية والفعلية وبدون الاعتماد الكلي عليها.

وفي نهاية المطاف، يعد الوعي بهذه القضايا خطوة أولى مهمة، ولكنه وحده لا يكفي.

فالعمل الجماعي ضروري للمضي قدماً في خلق ثقافة رقمية مسؤولة وآمنة ومشجعة للتفكير النقدي واتخاذ القرارت المدروسة حول مدى العلاقة الملائمة بالتكنولوجيا.

بدءا بتوجيه المستخدمين نحو الاستخدام الآمن والصحي وحتى وضع سياسات واضحة تحمي خصوصيتنا وأمان بياناتنا الشخصية – كل ذلك يشكل جزءا مهما مما نحتاجه جميعاً كي نبحر بسلاسة وسط بحر المعلومات والرقميات واسع الانتشار دوما.

#شخص #للتقدم #يقومون #الشباب #نفسه

1 Kommentarer