*

الإنسان أمام تحديات العصر الرقمي : بين الفرصة والتهديد

إن التقدم التكنولوجي المتسارع الذي نشهده اليوم يحمل معه فرصة عظيمة لإعادة تعريف أدوارنا كبشر ولإعادة توزيع الثروة والمعرفة، ولكنه قد يحمل أيضا تهديدا بإعادة إنتاج شكل جديد من عدم المساواة والفجوة بين المستفيدين وغير المستفيدين من ثمار هذا التطور العلمي والمادي.

فمن ناحية، فإن الذكاء الاصطناعي قادر بالفعل على تحويل طرق حياتنا وعملنا جذريا؛ فهو يساهم في زيادة الإنتاجية وخفض تكلفة الأعمال ويرفع معدلات النمو الاقتصادي وبالتالي يعطي دفعة قوية للازدهار العالمي.

ومن جهة أخرى، لا تزال المخاطر التي تنبع من إمكانية خلق فوارق اجتماعية كبيرة قائمة بسبب اختلاف القدرات البشرية وحاجة البعض الآخر للإعداد التعليمي والتدريبي اللازم لمواكبة تلك التطورات السريعة.

وبالتوازي مع ذلك، فقد أصبح الاقتصاد الترفيهي أحد أهم القطاعات المزدهرة عالمياً والتي تبحث الحكومات ودور الأعمال عن كيفية تطوير عروضها فيه لجذب الأنظار وزيادة إيراداتها.

وهناك أيضاً درس مهم مستمد من التجارب الإسلامية بشأن آداب الطعام وكيف يجب أن نتعامل مع النعم المقدمة إلينا بشكر وصيانة لهذه النعم وعدم السماح لدوافع الجشع والرغبة بالمقارنة بأن تصبح محور حياتنا.

وفي ظل كل هذه الأمور، يبقى الإنسان هو العنصر الأساسي المؤثر والذي بيده تغيير مسار الأحداث نحو مزيدٍ من التعاون والتكاتف ضد جميع أنواع الظلم والاستغلال واستخدام التكنولوجيا لصالح الجميع وليس لفئات قليلة فقط.

وهذا بالضبط ما يجعل نقاشنا حول الذكاء الاصطناعي والعدالة الاجتماعية ذا أهمية قصوى لأنه يؤكد أنه بالإضافة لما سبق ذكره، هنالك ضرورة ملحة لوضع سياسات وتشريعات تعمل جنبا إلى جنب مع تقدم العلم لحماية حقوق الناس وحفظ كرامتهم وضمان حصول كل فرد منهم على نصيبه المشروع والعادل مما تنتجه عجلة الحياة الحديثة.

---

*

12 التعليقات